أكد القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، في مقابلة خاصة مع لوكالة “هاوار” المقرّبة من الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، أمس الأحد، أن اتفاق 10 آذار/ مارس جاء في وقت حساس تمرّ فيه سوريا والمنطقة بظروف صعبة، مشيراً إلى أن الاتفاق لعب دوراً مهماً في وقف إطلاق النار وفتح الباب أمام الحوار السوري-السوري.
وأوضح عبدي أن الاتفاق وُقّع مباشرة بينه وبين الرئيس السوري أحمد الشرع، وشاركت فيه قوى دولية فاعلة لضمان خطوات مدروسة، مضيفاً أن المحادثات مستمرة وأن هناك إصراراً على المضي قدماً نحو التوصل إلى حلول مشتركة.
وفي ما يتعلق باجتماع 9 تموز/ يوليو الماضي، أشار عبدي إلى أنه شكّل بداية مرحلة جديدة من الحوار، بحضور ممثلين من الولايات المتحدة وفرنسا، وجرى خلاله الاتفاق على عدة قضايا، رغم عدم التوصل إلى نتائج نهائية بسبب نقص التحضيرات وبعض القضايا غير المدرجة سابقاً على جدول الأعمال.
وردّاً على الانتقادات التي وُجّهت بعد الاجتماع، خصوصاً من المبعوث الأميركي توم باراك، أكد عبدي أن “قسد” أوضحت موقفها خلال لقاءات لاحقة في عمّان، وأن التفاهم مع الجانب الأميركي مستمر، مشيراً إلى أن المشكلة لم تكن في جوهر الحوار بل في توقيته، وأن قسد ملتزمة بالتحاور وتنفيذ الخطوات المطلوبة.
وشدد عبدي على أن قوات سوريا الديموقراطية لا تسعى إلى تقسيم سوريا، ولا إلى إقامة دولة مستقلة، بل ترى في وحدة الدولة والجيش والمؤسسات خياراً أساسياً، مؤكداً أن “قسد” ستكون جزءاً من الجيش السوري المستقبلي، وأن العلم السوري يُرفع في مناطق الإدارة الذاتية دون إشكال.
وحول مسألة الاندماج، قال عبدي إن المقصود هو “الشراكة” بين جميع السوريين والمكونات، وبناء دولة جديدة على أسس تفاهم ديموقراطي، موضحاً أن اللامركزية الديموقراطية تمثل حلاً واقعياً، لكن يجب أن تراعي خصوصية كل منطقة، مثل دير الزور والرقة، حيث تختلف القضايا الإدارية عن القضايا القومية.
وأشار عبدي إلى أن المكونات المحلية، وخاصة في دير الزور والرقة، تطالب بإدارات محلية يديرها أبناؤها، مع الإبقاء على الهياكل المدنية والعسكرية القائمة، وأن قسد تحترم هذه التطلعات وستدعم عملية اندماج تدريجية ومتوازنة.
وفيما يخص المعابر الحدودية، أوضح أن هناك خطة مشتركة رُفعت إلى دمشق والدول المعنية، تقضي بأن تكون المعابر تحت سيادة الدولة، لكن بمشاركة أبناء المنطقة في إدارتها.
أما فيما يتعلق بالموارد الاقتصادية، خصوصاً النفط، فقد شدد عبدي على أن الثروات الطبيعية ملك لكل السوريين، داعياً إلى توزيع عادل للعائدات، مع تخصيص جزء منها لإعادة إعمار المناطق المهمّشة في شمال وشرق سوريا.
وفي ختام تصريحه، أكد القائد العام لـ”قسد” أن الحوار السوري–السوري مستمر، وأن قواته حريصة على التوصل إلى حلول شاملة تحفظ وحدة البلاد وتضمن شراكة حقيقية بين جميع مكوناتها.
وفي شأن متصل اجرى عضو الكونغرس الأميركي إبراهيم حمادة، المقرب من الرئيس دونالد ترامب أمس الأحد، اتصالاً مرئياً مع القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) الجنرال مظلوم عبدي.
وأفاد مكتب حمادة على منصة “إكس“، أنه أبلغ القائد العام لـ”قسد”، أن المفاوضات بينهم وبين الحكومة السورية ستستأنف هذا الشهر في العاصمة الفرنسية باريس بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وشدد، على أن هدف المفاوضات هو إبعاد سوريا عن نهج النظام السابق القائم على الترهيب والانتقام، والاتجاه نحو نظام يستند إلى حماية الحقوق والحريات للجميع.
وقال، إن النائب حمادة تلقى إيجازاً عن الأوضاع من الجنرال مظلوم عبدي قائد “قسد” الحليفة للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش”.