اليسا تطفىء شمعتها ال ...

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 3, 2025 - 00:14
 0
تُطفئ الفنانة اللبنانية إليسا اليوم، شمعتها الرابعة والخمسين، فيما لا تزال تشعّ في سماء الفن العربي كنجمةٍ لا تعرف الأفول، وصوتٍ لا يشيخ مهما مرّت السنوات. أربعة عقودٍ تقريبًا من الغناء جعلت منها أكثر من فنانة… جعلت منها ذاكرةً جماعية تختزن في صوتها الفرح والحزن، الانكسار والنهضة، والأنوثة بكل وجوهها. من الطفولة إلى أول بريقٍ على المسرح وُلدت إليسا  في بيتٍ  يحتضن الموسيقى كجزءٍ من الحياة اليومية. منذ طفولتها، كان الغناء هواها الأول، تشارك في الحفلات المدرسية والمناسبات المحلية بصوتٍ يفيض دفئًا وصدقًا.في السادسة عشرة، لمح الفنان وسيم طبارة موهبتها فقدمها إلى المسرح، لتبدأ أول فصول الحكاية. بعدها بعامٍ واحد، فتحت مشاركتها في برنامج "ستوديو الفن" عام 1992 الأبواب أمامها على مصراعيها، حين نالت الميدالية الفضية عن فئة الأغنية الشعبية، لتصبح من أبرز الأصوات الشابة في لبنان آنذاك. "بدي دوب"... البداية التي لا تُنسى عام 1998، أطلقت إليسا أول ألبوماتها "بدي دوب"، فكان بمثابة إعلانٍ رسمي عن ميلاد صوتٍ مختلف. لم يكن النجاح عابرًا، بل طاغيًا إلى حد أن الأغنية الرئيسية تصدّرت القوائم لأسابيع طويلة، وأُعيد إصدار الألبوم في فبراير 1999 بسبب الطلب الجماهيري الكبير.ومنذ تلك اللحظة، لم تعد إليسا مجرّد فنانة صاعدة، بل صارت مقياسًا للنجاح ومثالًا للجرأة الأنثوية في التعبير عن المشاعر بصدقٍ وشفافية. ملكة الإحساس… من الألفية إلى الخلود الفني مع دخول الألفية الجديدة، تحوّلت إليسا إلى رمزٍ فنيٍّ عابرٍ للأجيال. بصوتها الذي يجمع بين الرقة والقوة، صاغت أغنياتٍ ستبقى محفورةً في ذاكرة العشّاق: "أجمل إحساس"، "عايشالك"، "كرمالك"، "تعبت منك"، "أسعد واحدة"، وغيرها من الأغنيات التي جعلت من الإحساس مدرسة، ومن الوجع جمالًا موسيقيًا.في كل ألبومٍ كانت تتجدّد دون أن تتنازل عن جوهرها، تغنّي الحب وكأنها تعيشه للمرة الأولى، وتغنّي الفقد وكأنها تعرفه تمامًا. امرأة صنعت لنفسها عرشًا من الصدق إليسا لم تكن فقط صوتًا جميلًا، بل امرأةً تواجه العالم بابتسامتها. لم تخفِ ضعفها ولا قوّتها، تحدّت المرض علنًا، وواجهت الألم بشجاعةٍ جعلت جمهورها يراها إنسانةً قبل أن يراها نجمة.في حفلاتها، لم تكن تغنّي فقط، بل تروي سيرة نساءٍ كثيرات بصوتٍ واحد، فتصبح المسافة بين الفنانة والجمهور مجرّد نبضةٍ مشتركة من الإحساس. إرث فني لا يُمحى بعد أكثر من خمسةٍ وعشرين عامًا من النجاح المتواصل، تركت إليسا أثرًا يتجاوز حدود الغناء. فقد ألهمت أجيالًا من الفنانات العربيات ليغنين بجرأةٍ وصدق، وكرّست فكرة أن الفن يمكن أن يكون موقفًا، وأن الصوت قادر على أن يُحدث تغييرًا في الوعي الجمعي كما في القلب.إنها إليسا… الصوت الذي حمل وجع النساء وضحكتهن، الشغف اللبناني، والحنين العربي. عيد ميلاد سعيد لامرأةٍ جعلت من الفن حكاية حياة،ومن كل أغنيةٍ نافذةً تُطلّ منها الروح على الضوء.