تحليل صحفي شامل:
في تطور دبلوماسي بارز، كشفت تقارير إعلامية عن انعقاد اجتماع سرّي رفيع المستوى في البيت الأبيض، ضمّ مسؤولين من الولايات المتحدة، وإسرائيل، وقطر، لبحث سبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويبدو أن المحادثات، التي وُصفت بـ"الإيجابية"، تسير نحو تحقيق اختراق محتمل، خاصة مع ما تردد عن موافقة حماس على إطلاق سراح عشرة رهائن، مقابل خطوات إسرائيلية ميدانية أبرزها الانسحاب من مناطق محددة في القطاع.
نتنياهو: لا اتفاق بأي ثمن
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي موقف متشدد، أكد أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق لا يراعي "المتطلبات الأمنية الواضحة"، مشدداً على أنّ الهدف لا يزال "إنهاء حكم حماس". لكنه أشار إلى تنسيق وثيق مع الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، في ما وصفه بـ"الاستراتيجية المشتركة".
مرونة حماس.. ولكن بشروط
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها قدّمت "المرونة اللازمة" لإنجاح المفاوضات، وأبدت موافقة مبدئية على إطلاق 10 أسرى إسرائيليين، لكنها تمسكت بمطالب أساسية، أبرزها الانسحاب الكامل من القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ووقف دائم لإطلاق النار.
خريطة عسكرية معدّلة
موقع "أكسيوس" الأميركي نقل عن مصادر مطّلعة أن إسرائيل قدّمت خريطة عسكرية جديدة تتضمن انسحابًا أوسع من قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تقدم "ملحوظ" في المحادثات. ومع أن الخريطة الأولى وُوجهت برفض أميركي وقطري، فإن المقترح المعدل اعتُبر بمثابة "تنازل مدروس" من جانب تل أبيب، ما عزز الآمال في اتفاق وشيك.
البيت الأبيض: رفض لخطط سموتريتش
خلال الاجتماع السري في واشنطن، شبّه المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الخريطة الإسرائيلية الأولى بمقترحات الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قائلاً إنها غير مقبولة من واشنطن، كما عبّر الجانب القطري عن خشية من أن تؤدي هذه الطروحات إلى انهيار المحادثات، مع تأكيده أن قطر لن تكون مسؤولة عن أي فشل متوقع.
ضغط داخلي على نتنياهو
المستشار الإسرائيلي رون ديرمر، الحاضر في الاجتماع، دافع عن موقف بلاده، مشيرًا إلى ضغوط متزايدة داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، تمنع نتنياهو من تقديم تنازلات كبرى. لكن مصادر أكدت أن إسرائيل قدّمت بالفعل خريطة معدّلة تتجاوب مع بعض المطالب الدولية.
ترامب متفائل.. وزامير يلوّح بـ"نجاحات ميدانية"
الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع، فيما أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن "الظروف باتت مهيّأة" لإتمام الصفقة، مشيرًا إلى "أضرار جسيمة" لحقت بالبنية الحاكمة لحماس، تجعل التفاوض من موقع القوة.
بنود المبادرة: تهدئة ومرحلة انتقالية
المبادرة الأميركية المطروحة تنص على:
وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا
انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة
إطلاق تدريجي للرهائن الإسرائيليين
بدء محادثات نحو تسوية نهائية
الخلاصة:
في لحظة توصف بالحساسة والمصيرية، تبدو كل الأطراف أمام اختبار حقيقي: هل تنجح واشنطن والدوحة في دفع إسرائيل وحماس نحو حل يوقف الحرب ويعيد الرهائن؟ أم أن الضغوط الداخلية والتباينات الأمنية ستُعيد عقارب الساعة إلى الوراء؟ الأيام القليلة القادمة قد تحمل الجواب.