الطاقة تحت الحصار: كيف ننجو من تأثير الأشخاص السلبيين؟
تعرف إلى تأثير السلبية على صحتك النفسية وكيف تنتقل كعدوى عاطفية تستنزف الطاقة. دليل عملي للتعامل مع الأشخاص السلبيين عبر تحديد الحدود، تحسين مهارات التواصل، وحماية طاقتك الإيجابية في محيط مرهق.
السلبية ليست مجرّد مزاج عابر، بل حالة ذهنية تتسلّل بهدوء إلى طريقة التفكير والتصرّف، فتدفع صاحبها إلى رؤية النواقص قبل الإيجابيات، والتركيز على ما هو ناقص بدل تقدير ما هو موجود. وغالبًا ما تتجاوز تأثيراتها صاحبها لتطال كل من يحيط به، فتحوّل البيئة الاجتماعية إلى مساحة مثقلة بالتوتر، القلق، وانخفاض المعنويات.
كثيرون يحملون هذه السلبية من تراكمات حياة قاسية: إرهاق نفسي، فقدان ثقة بالنفس، أو تجارب فشل وخيبات متكرّرة جعلت نظرتهم أقرب إلى التشاؤم. وتظهر مظاهرها في الانتقاد الدائم، التذمّر المستمر، والتشكيك في نوايا الآخرين… ومع الوقت، تتحوّل هذه السلوكيات إلى عبء نفسي يشعر به كل من يتعامل معهم.
وسط هذا الواقع، يصبح على الأفراد حماية أنفسهم من هذا الاستنزاف العاطفي، عبر فهم تأثير السلبية ووضع حدود واضحة تُحافظ على سلامتهم النفسية.
أولًا: تحديد الحدود الشخصية… خطوة دفاعية ضرورية
التعامل مع الأشخاص السلبيين لا يعني القطيعة، لكنه يتطلّب وعيًا عاليًا بكيفية حماية الذات. تبدأ الخطوة الأولى بالتعرّف إلى السلوكيات المرهقة فعلاً: الانتقاد القاسي، التهويل، الشكوى بلا توقف، أو بث روح الإحباط في كل حديث.
بعدها يأتي الدور الأهم: وضع حدود واضحة.
حدود تُقال بلباقة لا تجرح، لكنها حازمة بما يكفي لحماية مساحة الراحة النفسية.
ولا يقلّ الاهتمام بالنفس أهمية عن الحدود الوعي بالذات، تقديرها، والانخراط في أنشطة تمنحنا طاقة إيجابية، كلها أدوات تجعلنا أكثر قدرة على مواجهة السلبية دون أن ننجرّ
ثانيًا: تطوير مهارات التواصل الفعّال… لغة تخفّف الاحتكاك وتفتح باب التفاهم
قد لا نستطيع تغيير الأشخاص السلبيين، لكن يمكننا تغيير طريقة تواصلنا معهم.
التواصل الفعّال هو المفتاح مثل استخدام لغة مرنة وغير استفزازية آخر يشعر أنه مسموع ومحترم، ما يقلّل من انفعاله ويجعل الحوار أكثر سلاسة.
هذه المهارات تحتاج ممارسة، لكنها مع الوقت تبني علاقات أكثر هدوءًا وتقلّل من الصدامات.
ثالثًا: الحفاظ على الطاقة الإيجابية… فنّ حماية الذات في بيئات مرهقة
في عالم يمتلئ بالمشاغل والضغوط، يصبح الحفاظ على طاقة إيجابية قرارًا واعيًا:
التامل يساعد على تصفية الذهن، تهدئة المشاعر، والتعامل مع السلبية من موقع أكثر توازنًا.
الاهتمام بالنفس والعودة إلى مصادر الفرح
الهوايات، الوقت الشخصي، الموسيقى، الرياضة… جميعها ليست رفاهية بل أدوات دعم نفسي ضرورية.
الإحاطة بأشخاص إيجابيين
وجود دائرة دعم إيجابية يجعل التعامل مع الأشخاص السلبيين أقل تأثيرًا. فالإيجابية مُعدية، كما السلبية.
تجنّب الانغماس في حديث سلبي
ليس كل نقاش يستحق المشاركة فيه.
ختاما التعامل مع الأشخاص السلبيين جزء من واقع الحياة، لكن تأثيرهم لا يجب أن يكون قدرًا محتومًا. بالوعي، ووضع الحدود، وتبنّي مهارات تواصل ناضجة، يمكننا أن نعيش في محيط أكثر صحة وهدوءًا، ونحافظ على طاقتنا الإيجابية التي تمنح لحياتنا توازنها ودفئها.


