هل يدخل لبنان الحرب؟ مراجعة في الوقائع

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 01:44
 0
  منذ انتهاء الحرب الأخيرة التي عصفت بلبنان أواخر العام الماضي، والتي دامت 66 يومًا، بقي الحديث في الداخل مستمرًّا عن احتمال عودتها، حيث ضربت جهات إعلامية وشخصيات سياسية مواعيد وروّج البعض لسيناريوهات مبنيّة على تسريبات خارجية. ورغم حصول خروقات إسرائيلية واضحة ضد لبنان - وصل عدد منها إلى ضاحية بيروت - إلا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير لا يزال صامدًا، حيث عادت الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها في المدن اللبنانية حتى بعض القرى الجنوبية الحدودية. وورد في الإعلام اللبناني منذ أشهر حديث عن استعداد إسرائيلي لغزو بري للبنان، ثم كلام عن حملة عسكرية موسّعة في تاريخ ما بين منتصف حزيران الجازي وأول تموز المقبل، ثم كانت آخر صيحات التحذيرات مرتبطة بتحليل لكلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن عدم وقوف الحزب على الحياد بين إيران وإسرائيل. وسرعان ما ظهرت إشارات ثلاث مضادة: بعد الكلام عن سيناريو هجوم بري، قامت إسرائيل بإرجاع قوَاتها الهجومية إلى الخلف وتسليم حدودها مع لبنان إلى القوات التي كانت تنتشر فيها قبل السابع من تشرين الأول 2023، وقد علّل الإعلام العبري هذا الإجراء بمرور ستة أشهر من الهدوء النسبي مع لبنان. وبشأن خطر الحرب ما بين منتصف حزيران وأول تموز، تمرّ هذه الفترة من دون تسجيل تطوّر كبير بين لبنان وإسرائيل، ولا تزال الأخيرة مشغولة بحروبها الأخيرة، لا سيّما الأخيرة مع إيران. أما بالنسبة لإمكانية تدخّل حزب الله لمساندة إيران، فقد سارع رئيس مجلس النواب نبيه بري للتأكيد أنّ كلام قاسم كان تعبيرًا مبدئيًا عن الوقوف إلى جانب إيران وليس قرارًا بتحريك الميدان، كما صرّح رئيس الجمهورية جوزيف عون داعيًا اللبنانيين للمجيئ إلى لبنان في فصل الصيف من دون خوف، مشدّدًا على أنّ أحدًا لا يريد دخول الحرب. ومع أنّ احتمال الحرب قبل عودة الهدوء التام يبقى واردًا، لكن بناءً على ما سلف، لا تظهر أدلّة جدية أو ملموسة عن استعدادات للحرب، في وقت تدعم دول غربية الحكومة اللبنانية الحالية للقيام بإجراءات إصلاحية اقتصادية، وهو ما يتعارض مع قيام حرب تعطلّ بطبيعة الحالي كل هذه المساعي. رأفت حرب - Good Press