سخاء الزمن وهشاشة الإنسان: حين يتكوّن الكون في وعينا
نصٌّ تأمّليٌّ عابرٌ للأنواع، يشتبك فيه الشعر مع الفيزياء، والفلسفة مع علم الأعصاب، ليعيد مساءلة العلاقة بين الزمن والمكان والوعي الإنساني. ينطلق من فكرة «سخاء الزمن» بوصفه طاقةً مولِّدة للحياة والمعنى، مقابل هشاشة الإنسان المقذوف في كونٍ محكوم بالقوانين. عبر مفاهيم فيزياء الكمّ، والموجات الدماغية، وشبكات الوعي، يتكشّف الكون لا ككيانٍ خارجيٍّ ثابت، بل كحقل احتماليّ يتشكّل بالرصد والإدراك واللغة. هكذا يصبح الفكر حركةً بلا شكل، والحدود أفكارًا قابلة لإعادة التعريف، وتغدو الكتابة فعل مقاومة للزوال، وعودةً أخيرة إلى براءة الدائرة الأولى: الذات، بوصفها بداية الرحلة ونهايتها.
كتب د. محمد علي وهبي
سخاء الزمن
هزيمة المكان نبوءةٌ
المادّة كثافةٌ موؤودةٌ
وصولنا استقالة الغاية
استحالة الممكن ممكنةٌ
تكسّر الإطار رغبةٌ
وما بعدها
سلاسل متناقضةٌ
ممتلئةٌ هي الحياة
خيارنا حلقاتٍ متراصّةٌ
نملأها
نفرغها
نعدّدها
فالآمر فينا هو الكلّ
حين يستجيب
من ديوان" نصف شمس تعبث بنا" الصادر عن دار
نلسن202.
كون متماسك/ إنسان أخرق
رؤيةٌ لا تتّضح لها رؤيا
رؤيا لا تتزامن مع مثيلاتها
أتكون الأفكار سرّيّةً فيما منابعها مفتوحةٌ؟
كوننا بحجم الفكر
يتوالد منه وفيه
أتكون الحدود أفكارًا متعالية نطالها؟
أنكتب إثمًا في الزمن يبقى للزمن؟
لا شكل لفكرنا
لا شكل لكوننا
ولبرائتنا كأطفال نرسم دائر
حكمت حسن
من ديوان " نصف شمس تعبث بنا" الصادر عن نلسن
2024
سخاء الزمن:
ظل الفيزياء
الفلسفة تأتي دائما بعد العلم ( التوسير)
سفر يبدأ من الزمن طاقة تنبث في كل اتجاه تهب الحياة وتغرد نارها مع كل ريح
قوة عظيمة جبروت هو الزمن يغريك سخاؤه بالعودة الى الينابيع تستشرف اعماق التاريخ وجذور التكون الاولي وارهاصات المعرفة المشوبة بالنماذج الاولية في اللاوعي الجمعي حسب يونك
في رحلتك الفاتنة هذه يبدأ الاندفاع الموجي الدماغي كل حراكه حيث تمسك ذبذبات ( غاما) بالناصية تتقدم وهي ترشف العطر الدوباميني الايل الى الانفتاح فتحيلك الى اتساع كوني شديد التسارع .
ولكن فوران المكان لن يهدأ أبدا ها هو الان في عز هجومه المضاد يحاول أن يقيدك ويعيدك أدراجك ألاولى
انه التناقض الاول الذي يعتريك واذا كان هذا أس الزمكان ولب الكون كله واذا كان ما فيه من العوائق والموانع يهدر الحركة ويهدد احتمالات استمرارها وديمومتها فان فعل التنبؤ بما فيه من ايحاءات تحاور السخاء وتتناغم مع أصوله يخرج من مدى الاحتمالات الاوسع معلنا هزيمة المكان، كسر القيود والخروج من الذات الى الذات .
حين تتكثف المادة تسير الى كتلتها الى وجودها الحي الى تحيزها الزمكاني الى هيغز ومجاله وحقله تعود الى القيادة والريادة الى اختلاف الجزئيات وألاجسام والذرات وكل التلاز في الكون انه نوع من الخلق اذن انه التشكل المستمر
فعل الوأد هنا استباق خطير لاحتمالات التكون هذه وكل مالاتها .
لحد عميق يضرب أركان مستقبل الاتي رغباته أشكاله أحلامه وحكاياه
فعل الوأد هنا يقودنا مع السخاء والنبوءة الى بحر الذاكرة العميق والقديم.
يسترجع ويحيل الى دلالات لن تموت
فعل الوأد هنا سروتونين متهالك حتى الثمالة عود الى الداخل المحض ذاكرة الجسد والحواس غلبة كلية لأمواج ( دلتا) الناعسة الغارقة في دافائن والذاهبة الى بعض الغيبوبة المقيم.
ولكننا سنشرب نخب الوصول، ذات يوم وفي عز النشوة هذه حيث تضمنا القمم وتصافحنا السماوات سرعان ما تنهار غاياتنا تعلن انسحابها ألاكيد.
انه التناقض أيضا ،الثنائية الضدية بين العلو والانخفاض.
الارتفاع والسقوط قطبان متعارضان دوبامين صاعد وسروتونين هابط تداخل موجي يدفع الى الذوره اذ يتلاقى الموجبان والى الحضيض والانهدام اذ يلتقي الضدان.
في عالم كوانتي خالص تفتح الاحتمالات في كل اتجاه تناظر يعيد القوى الى وحدة تحمل عقد تشكلها وانفراطها في ان معا .
استحالة الممكن هنا هنيهه من خضم الاحتمالات الواسع. انها جزء يسير من مسار الممكن وبعض من فضاءها الموجي تعريف من نوع جديد وحديث يسامر شكوكا عقلية متسلحة بأعمق ما في العلم من غرائب
وما في اتي الزمن من مستحيلات .
في المسار الحركي هذا حيث تسود الكمات ويعلو نشيد التناقض والتضاد ينكسر اطار الرغائب ينتهك الاندفاع الموجي وتخرج من أحكام التسلط والسيطرة موجات تتمرد على تذبذبها ورتابة طرقها .
انه الانهيار الممكن وألاكيد والعابر للنظم السائدة خارجا والمقيمة المتحكمة داخلا النظم الغارقة في موسيقى العصبونات الدماغية حيث الايقاع الكهربائي مهندس اللمسة لكل الممكنات والمستحيلات.
في عالم اقيليدي خالص تتوازى الخطوط والمسارات ويستحيل التقاؤها او تقاطعها
قد يشي ظاهر النص بهذا التوازي اذ اننا والحياة نسير في خطين متوازيين.
الحياة تترابط سلاسلها بدوائر حلقية تحفظ وحدتها وتعزز تناقضاتها فلا ينفرط عقدها بل تفيض امتلاء ومكنة اما نحن فمحكومون بالدوائر الحلقية المماثلة والمشابهة انه قدرنا المكين كمات من الطاقة في مدارات النواة الأم تصعد وتهبط امتلاء وافراغا دورة مالها الاخير عداد الزمكان البلانكي العظيمعداد لا يمكن الوصول اليه ولا الى تجاوزه.
في دورية الدخول الى الحياة والخروج منها وعليها لا بد أن تنتهي بالعودة الكاملة الى الذات حيث الاستجابة منا وفينا .
في هذه اللحظة يتحول بحر الاحتمالات المفتوح الى حل وحيد تحدد اعيننا الرائية بعدسات وعينا الرائعة لحظة ظهوره الحتمي والاكيد.
انه اللغز الاولي اللغز الذي يلازم اي رحله كيف يصل المسافر الى نقطة البداية في المقام الاول
ايليوت واخرون
لقد بدأنا من الزمن وانتهينا الى الذات : بداية الرحلة ونهايتها
كون متماسك / انسان أ خرق
تجسد الفيزياء
الانسان مقذوف في كون منسوج بالقوانين.
يشير البدء الى تضاد ما هوي بين الكون والانسان فالكون منسوج بالقوانين ومحكوم بها والاخيرة هذه تتحرك في مسار تكاملي في كل ان ،وثوابت الفيزياء تتعزز يوما بعد يوم وهي لا تأبه بك ولا حتى هي ناظرة اليك ولكنك انت الهش الضعيف تكاثر الجهل عليك وحلت بك حماقات الدهور.
فكيف لهذا التضاد الرئيس بينكما ان يستوي ؟؟
ها انت تتسلح بالرؤية العارية الرؤية البصرية الجزئية الحسية التي لا تدرك الكليات والتي لا تنفصل عن القشرة الحسية المحض،ولا عن مسارها المهادي رؤية لا تتضح لها رؤيا فلا تعرف الطريق الى شبكة الاسئلة التكوينية ، أي شبكة الوضع الافتراضي مركز الكليات والعقل والادراك حيث حقيقة الرؤيا وجوهرها.
واذ تنتقل من الرؤية الى الرؤيا فان رؤياك تخسر التزامن مع كل مثيلاتها حيث يسود التأويل ويعم الانفتاح فلماذا الاضطراب الكبير في تزامن الرؤى هذه؟؟
لقد اشكل الامر على شبكة الانتباه البازة فخرجت من حيز قدرتها على التقديم والتأخير والابراز والاظهار فوقعت طاقة العقل واوالياته في عي مقيم.
يقودنا الاضطراب هذا الى انعدام التماثل الزمني ،ويفرض علينا لزاما. العوده الى الاسئلة الكبرى.
ها نحن نخسر يقيننا وثوابتنا يتحول المذاق الدوباميني مرارة حارقة ويتقدم نور ادرينالين الشكوك والحيرة والتساؤل الى الساح.
في خط تصاعدي أكثر اتساقا وحدة يعود التناقض الجوهري الى وجوده الحركي يعود طاقة تستغرق مساحات السر والعلانية وداوئر افتراق المنابع الحسية للمعرفة عن تلك الحسية المحض.
من اين تنبع الافكار في هذا الدماغ العظيم ؟؟
انها شبكة الوضع الافتراضي أيضا حيث تشق الافكار طريقها من الطاقات الموجية العالية لتدفق (غاما)
الحثيث ومن تزواج رهيف بين الاستيل الكولين الذاكري ودوبامين القشرة الامامية الجبهية احد رواد الابداع وخالقيه
ولكن أين الخارج من هذا كله!!
أين الوقائع والتجارب وعالم المحسوسات الهائل الذي يحيط بنا ويحول دماغنا الى حقول من التجربة والخطأ والتعلم، الا تخرج المعرفة كلها من هذا القاع المادي الذي يثبت في زوايا الذاكرات الحسية على مدى الزمن طرقا ودروبا وأزقة .
يحيلنا التساؤل هذا بدوره الى العلاقة العظيمة بين الفكر والكون!
في تجربة الشق المزدوج حيث تمر الفوتونات والالكترونات لترتسم على شاشات التجربة موجات وجسيمات في الان ذاته أثبت عباقرة الكم ومن أزرهم من عباقرة الجسيمات ان الفوتون والالكترون وكل ما شابههما هو موجة وجسيم في ان معا وأن الرائي او الراصد هو الذي يحدد طبيعة ما يرى. أهو موجة او جسيم في لحظة المراقبة والرصد.
في عالم الكم الغريب هذا لم يعد الكون خارجا عنا بل يتشكل في وعينا أيضا ان الرائي هو جزء أساسي من المعادلة .
اذا خرجنا من صعوبة المعادلة هذه وعدنا الى تساؤل قديم عن الحدود ، هل هي أفكار متعالية ؟ وهل يمكن طولها؟
يخرج التساؤل الحدود من اطارها المادي المحسوس الى عالم الادراك والذهن، انه امتياز نور ادريناليني يعيدنا الى موجات الفا وتيتا حيث تكثر الاستعارات ويحفل القاموس،اللغوي بالرموز والاشارات والتشابيه ويضعنا في شبكة التنفيذ الدماغي حيث تقاس الحدود فكرة ومعنى وحيث يتحول الزمن الى حد فعلي للكتابة فالاثر الذي تتركه الكتابة باق ما بقي الزمن انها لحظة الاستمرار والخلود. حيث تعلن اللغة انتصارها المحتوم وحيث بقاء الاثر بعض انطفاء الفعل هو القول الفصل كما يؤكد يونغ.
واذ يدرك الكلام الختام . يثبت معادلاته النهائية : الفكر حركة دائمة مستمرة لا زي لها ولا شكل، انه يتغير بتغير التجربة واللغة والزمن.
اذا كان هذا مصير الفكر فان مصير الكون لا يختلف عنه ابدا اذ انه لا يستقر بدوره على حالة او هيئة انه الكون الخارج من ذاته والمتشكل في وعينا بل في فكرنا المتحول والمتغير.
عندما نعود للبدايات الاول نعود لنرسم ببراءة كاملة كل ما أمكن من دوائر نعود لبراءة الاطفال حيث،لا تفهم الاشكال ولا غموض العالم ولا اسراره ،
الدائرة مدار طمأنينة الطفل وملجأه.
الدائرة هي الاحاطة والاحتواء رغبة عميقة في التماسك وبعض الانتصار .
ثبت مصطلحات وتعاريف :
الموجات الدماغية
دلتا:اعمق الحالات وابطأ الموجات النوم العميق ،ترميم الدماغ وافراز هرمون النمو
تيتا :بوابة اللاوعي
النعاس والاحلام الخفيفة والخيال الحر والتأمل العميق. التفكير الاستعاري،واستدعاء الصور والرموز
الفا:
اليقظة الهادئة والتوزان، تنظيم الانتباه وكبح الضجيج العصبي.
بيتا:
العقل التنفيذي،التركيز والتخطيط والتفكير المنطقي والصراع الداخلي
غاما:
الذروة العصبية الوعي العالي، الاحساس بالمعنى ،الذروة الموسيقية وتوحيد الادراك
الشبكات الدماغية
شبكة الوضع الافتراضي
الانغماس في الكليات لحظات التأمل والانفصال عن الادراك الحسي والرؤى الداخلية
شبكة التنفيذ،
قياس الحدود :
حدود الفكر والمعنى والقدرة على التصور
شبكة الانتباه البارزة
المنسق العام بين الشبكات وهي التي تقرر ما هو المهم الملح والذي يجب أن يكون في المقدمة.
فيزياء الكم
ماكس بلانك اول من قال ان الطاقة كمات زمن بلانك من الثوابت الكونية
وعينا يتدخل في الواقع ويعدل فيه
الفوتونات والالكترونات وكل من شابهها
هي جسيمات وموجات في الوقت ذاته
دالة الموجة :
الواقع مجال احتمالي لا كيان حتمي
مبدأ عدم يقين
لا يمكن معرفة موقع الجرئ وسرعته بالدقة المطلقة معا.
التراكب الكمي:
يوجد الجسيم في حالات عدة في اللحظة ذاتها الى ان يقاس.
التشابك الكمي
الالكترون مثالا هنا وهناك وفي اي مكان من الكون تنتقل المعلومة بينهما أسرع من الضوء : خلاف جوهري مع اينشتاين
حوار اينشتاين وبور :
قال اينشتاين:
الله لا يلعب النرد يا بور والقمر موجود دون وعيك به
ورد بور : كف عن اخبار الله بما يجب ان يفعله.
انا لا أنكر الواقع يا اينشتاين ولكن كل شيء يقال عن الطبيعة مشروط بادوات القياس واللغة...


