العلامة فضل الله : لا وطن بلا حوار… والتنازلات ضرورة لحماية الإنسان ووحدة لبنان

احتفال تكليف حاشد برعاية العلامة السيد علي فضل الله في مجمع الإمامين الحسنيين، أكد خلاله أن الوطن لا يُبنى بالمتاريس بل بالحوار والتنازلات، مشددًا على دور القيم والتربية في بناء الإنسان ووحدة لبنان.

ديسمبر 29, 2025 - 12:22
 0
العلامة فضل الله : لا وطن بلا حوار… والتنازلات ضرورة لحماية الإنسان ووحدة لبنان

 

 شدد العلامة السيّد علي فضل الله على أهمية استلهام قيم المحبة والتسامح والانفتاح على الآخر، كما في رسالة السيد المسيح  ورسول الله ، لبناء وطن إنساني جامع. ومشيرا الى ان لبنان لا يُبنى بالصراعات والمتاريس، بل بالحوار وتقديم التنازلات لمصلحة الإنسان والوطن، داعيًا إلى الوحدة في مواجهة العدو الذي يهدد الأرض والسيادة، محذرًا من الحسابات الفئوية الضيقة، ومؤكدًا أن الحسابات الوطنية الجامعة وحدها تحمي الوطن وتحفظ وحدته واستقلاله.

كلام العلامي الذي جاء  خلال الاحتفال الحاشد الذي أقامته جمعية المبرّات الخيرية في قاعة الزهراء ضمن مجمّع الإمامين الحسنيين  في حارة حريك، لمناسبة بلوغ أكثر من أربعمئة فتاة سنّ التكليف الشرعي، من طالبات مدارس الجمعية في بيروت، بحضور المدير العام لجمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله، إلى جانب شخصيات علمائية واجتماعية وثقافية، ومدراء مدارس، وأهالي المكلفات.

وفي كلمته، عبّر العلامة فضل الله عن سعادته باللقاء في شهر رجب المبارك، شهر السلام والطمأنينة، وفي أجواء ولادة السيد المسيح وولادة السيدة فاطمة الزهراء ، معتبرًا أن هذه المناسبة تمثّل فرحة حقيقية بتحمّل الفتيات لمسؤولية التكليف الشرعي عن وعيٍ واختيارٍ واقتناع، وهي الأمانة التي حملنها بكل جدارة.

وأوضح أن التكليف يعني الالتزام بأوامر الله ونواهيه، مؤكدًا أن الحجاب هو تعبير عن هذا الالتزام، نابع من قناعة بأن الاهتداء بهدي الله هو الطريق الأسلم في الحياة والدنيا والآخرة، مشددًا على أن الله لم يرد لعباده إلا الخير، ولم يأمر إلا بالمعروف ولم ينهَ إلا عن المنكر.

وأشار إلى أن الحجاب لا يُختزل بالشكل، بل هو مضمون متكامل، يشمل حجاب العقل عن الفكر المنحرف، وحجاب اللسان عن الأذى، وحجاب القلب عن الحقد والحسد، وحجاب النفس عن الانحراف، داعيًا الفتيات إلى أن يكنّ نموذجًا في العلم والعمل والأخلاق، وحضورًا فاعلًا في المجتمع، بما يسهم في بناء الوطن ونهوضه.

وأثنى العلامة فضل الله على دور الأهل في تربية بناتهم على الإيمان والمسؤولية، وعلى جهود المؤسسات التربوية والتعليمية والرعائية في بناء الوعي وتعزيز القيم ومدّ الجسور مع الآخر، معتبرًا ذلك من أولى مسؤولياتها.

ولفت إلى أن رحلة المسؤولية ستترافق مع تحديات وتساؤلات ومغريات، داعيًا الأهل والمؤسسات الدينية والتربوية إلى تحصين الفتيات بالوعي والإيمان، لتمكينهن من مواجهة الشبهات والتمييز بين الحق والباطل، مؤكدًا ثقته بقدرتهن على الصمود وتقديم نموذج مشرّف.