الجوع كموضة رقمية : القصة الكاملة لترند «سكيني توك»

ترند «سكيني توك» على تيك توك يروّج للنحافة المفرطة ويقدّم نصائح غير صحّية لفقدان الوزن، ما يشكّل خطرًا على الصحّة النفسية والجسدية للمراهقين ويؤثّر على صورتهم الذاتية وعلاقتهم بالطعام.

ديسمبر 22, 2025 - 12:06
 0
الجوع  كموضة رقمية : القصة الكاملة لترند «سكيني توك»

كتبت هناء بلال 

ترصد السيدة هبة تغير رغبة ابنتها المراهقة في الاكل ومقاطعتها للسكاكر والفواكه واللحوم وهذا ما سبب لابنتها الشعور بالدوار والتعب ...

في الآونة الأخيرة، برزعلى منصّة «تيك توك» ترند مقلق يُعرف باسم «سكيني توك» (SkinnyTok)، وهو نوع من المحتوى الرقمي الذي يروّج للنحافة المفرطة ويقدّم وصفات سريعة وغير صحّية لفقدان الوزن. هذا الترند، الذي يلقى رواجًا واسعًا بين فئات عمرية صغيرة، لا يُعدّ مجرّد موضة عابرة، بل يشكّل خطرًا حقيقيًا على الصحّة الجسدية والنفسية للمراهقين والراشدين على حدّ سواء، ويؤثّر سلبًا في صورتهم الذاتية وعلاقتهم بالطعام.

وانطلاقًا من مسؤوليتنا التوعوية تسعى "Good Press" إلى تسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة الرقمية، وتنبيه الأهالي ومقدّمي الرعاية إلى آثارها العميقة والخفيّة.

ما هو «سكيني توك»؟

«سكيني توك» هو هاشتاغ يضمّ آلاف الفيديوهات التي تُظهر أجسامًا شديدة النحافة على أنّها النموذج المثالي للجمال، وتروّج لممارسات قاسية وغير علمية لخسارة الوزن. وتشمل هذه الممارسات تجويع الذات، أو استخدام مكمّلات غذائية مجهولة المصدر، أو اتّباع حميات قاسية تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، إضافة إلى عرض وجبات شديدة التقييد لا تتجاوز أحيانًا 300 سعرة حرارية في اليوم.

ورغم أنّ بعض هذه المقاطع قد يبدو غير مؤذٍ للوهلة الأولى، إلا أنّ تأثيره التراكمي يمكن أن يكون مدمّرًا، خصوصًا على الفئات العمرية الأكثر هشاشة.

لماذا يُعدّ هذا الترند خطرًا حقيقيًا؟

تعزيز اضطرابات الأكل: يساهم محتوى «سكيني توك» في زيادة القلق المرتبط بالوزن وشكل الجسد، وقد يؤدّي إلى اضطرابات خطيرة مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.

المقارنات السامّة: يتعرّض الأطفال والمراهقون لضغط مستمر لمقارنة أجسامهم بمؤثري «تيك توك»، ما ينعكس سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وصورتهم الذاتية.

نشر معلومات مغلوطة: تفتقر معظم النصائح الغذائية المتداولة ضمن هذا الترند إلى أي أساس علمي، وتُقدَّم من دون رقابة، ما يعرّض المتابعين لمخاطر صحيّة جسيمة مثل سوء التغذية، فقدان الكتلة العضلية، أو اضطرابات النمو.

دعوة إلى الوعي والمواجهة

لا يمثّل «سكيني توك» مجرّد محتوى رقمي عابر، بل يعكس موجة مقلقة من الضغوط النفسية والمعايير غير الواقعية للجمال التي يفرضها العالم الرقمي على المراهقين. وبينما يسعى كثير من الشباب إلى القبول والانتماء، يجدون أنفسهم عالقين في دوّامة معايير سطحية ومضرّة تؤثّر بعمق على صحّتهم النفسية والجسدية.

ومن هنا، ندعو الأهالي ومقدّمي الرعاية إلى الانتباه الجادّ لهذا النوع من المحتوى، واعتماد مواجهة واعية تقوم على الحوار، والمتابعة، وبناء وعي نقدي لدى الأطفال والمراهقين.