المدينة الاقتصادية" مطلب إسرائيلي... وبري لـ"النهار": "أعوذ بالله"
يكشف مقال رضوان عقيل في صحيفة النهار عن طرح إسرائيلي مدعوم أميركيًا لإقامة «مدينة اقتصادية» على الأراضي الحدودية الجنوبية للبنان، في سياق مفاوضات الناقورة وتطبيق القرار 1701، وسط رفض لبناني رسمي وشعبي وتحذيرات من تغيير ديموغرافي وأمني خطير.
كتب رضوان عقيل في "النهار":
في الاجتماعين الاخيرين للجنة " الميكانيزيم" في الناقورة سارع مكتب بنيامين نتنياهو الى ان الحديث لم يقتصر على شؤون امنية وان البحث تم ايضا في مسائل اقتصادية مع لبنان الامر الذي لا يذكر في البيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية.
لا شك ان من اولى مهمات الوفد اللبناني برئاسة السفير سيمون كرم والتعليمات التي يحصل عليها من الرئيس جوزف عون وبالتنسيق بالطبع مع الرئيس نواف سلام تطبيق بنود اتفاق وقف اطلاق النار وعدم تخطي القرار 1701، الا ان الجانب الاسرائيلي لم يبد الى اليوم اي استعداد للانسحاب من المساحات المحتلة ولا سماحه للاهالي بعودة طبيعية الى بلداتهم المهددة بـ"الاقتطاع" واقامة مدينة اقتصادية على اراضي اكثر من بلدة حدودية عند الحافة الاممية بدءا من الناقورة وصولا الى بلدات في مرجعيون - حاصبيا وستكون واجهة لمنطقة امنية عازلة، لن تصب الا في مصلحة اسرائيل. ومن الطبيعي ان يكون هذا الطرح محل رفض لبناني رسمي وليس على مستوى الاهالي وابناء هذه البلدات الشيعية والسنية والمسيحية الذين لن يسلموا ب " اقتلاعهم من ديارهم" مهما كانت الاسباب والحجج الدولية وخصوصا الاميركية منها.
وحيال حقيقة هذه " المدينة" يكتفي الرئيس نبيه بري بقوله عبارة "أعوذ بالله" في رده على سؤال لـ"النهار". ويزيد عليه النائب علي فياض ان "اخلاء المنطقة الحدودية من سكانها يؤسس لحرب المئة عام". وتنطلق الدعوة الاسرائيلية لهذه " المدينة" من باب ان " حزب الله" خسر الحرب وان لا مهرب الا من منع اي وجود له في المستقبل في هذه البلدات.
واذا كانت الادارة الاميركية لم تدل بشكل رسمي عن هذه "المدينة" فان اعضاء من حلقة كبار المؤثرين يؤيدون اقامتها وفي مقدم هؤلاء السناتور ليندسي غراهام الذي لا يوفر مناسبة الا ويرفع فيها لواء الدفاع عن اسرائيل ومنع اي تهديد لها في المستقبل من غزة الى سوريا مرورا بجنوب لبنان. وجاء طرح اقامة هذا النوع من المدن في مراكز دراسات واستخبارات تعمل لمصلحة تل ابيب من باب حماية عمق أمنها الاستراتيجي.
ويستند هؤلاء بحسب قراءات ديبلوماسية الى ان شركات دولية تملك موازنات مالية كبيرة يمكنها اقامة عشرات المصانع والمراكز على مساحة هذه البلدات وثمة تجربة يحضر لها في حيفا بواسطة شركات دولية..ويستند اصحاب هذا المشروع الى انه لا يمكن القضاء على "حزب الله" من خلال نزع سلاحه وعتاده فقط بل تريد ان يترافق ذلك في منع مريديه من العيش او التغلغل في هذه البلدات حتى لو كانوا من اهلها.
ولم يطرح غراهام هذا المشروع من بنات افكاره فحسب بل لا يعارضه الموفد توم براك ولا سلف الاخير الاخير اموس هوكشتاين حيث يجمعون في لقاءات ديبلوماسية لهم مع اكثر من معني انه لا يمكن بعد استئصال كل القدرات العسكرية ل "حزب الله" ومن وجهة نظرهم يجب عدم ترك شبانه وبيئتهم لمصيرهم وان المطلوب توفير فرص عمل من خلال اقامة مصانع ومراكز في البلدات الحدودية. ويقول ديبلوماسي غربي لا يعارض اجراء تبديل في جغرافية البلدات الحدودية ان ثمة قدرات لبنانية كبيرة في الخارج ومن بينها اعداد كبيرة من الشيعة تعمل في الخارج يمكن الاستفادة من طاقاتها للعمل في هذه "المدينة".


