هل تسيطر على هاتفك… أم أنه يسيطر عليك؟

تعرف على الأسباب الحقيقية وراء إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تؤثر على الدماغ والعلاقات والحياة اليومية. اكتشف أبرز الأعراض التي قد تعيشها دون أن تنتبه، وطرق التعامل مع الاستخدام المفرط بوعي صحي ومتوازن.

ديسمبر 3, 2025 - 10:35
 0
هل تسيطر على هاتفك… أم أنه يسيطر عليك؟

 

هل حدث يومًا أن أمسكت هاتفك لـ"دقيقة واحدة" فقط… ثم اكتشفت فجأة أن ساعة كاملة قد مرّت؟
هل وجدت نفسك تتنقّل بين التطبيقات بلا هدف واضح، أو تشعر بقلق غريب إذا ابتعدت عن هاتفك لوقت قصير؟
إذا كانت إجابتك “نعم”، فأنت لست وحدك. فوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا من يومنا، تتسلل إلى التفاصيل الصغيرة دون أن ننتبه، وتخطف منّا الوقت والتركيز وحتى المشاعر.

اليوم، لم يعد السؤال: هل نستخدم السوشيال ميديا؟
بل أصبح: كيف نستخدمها؟ وهل ما زلنا نتحكم بها… أم أصبحت هي التي تتحكم بنا؟

في السطور التالية، سنقترب معًا من الأسباب الحقيقية لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، والأعراض التي قد نعيشها دون وعي، لنفهم كيف يمكن لهذه التطبيقات الصغيرة أن تُغيّر سلوكنا وحياتنا بشكل كبير.

 فقدان السيطرة على الوقت

أن يفتح الشخص هاتفه لدقيقة… ثم يكتشف أنه أمضى ساعة كاملة يتنقّل بين التطبيقات دون وعي. يتحول “تفقد الإشعارات” إلى عادة تسرق الوقت على حساب الدراسة، العمل، النوم، والمهام الأساسية.

 إهمال المسؤوليات والواجبات

حين يبدأ الشخص بتأجيل أعماله اليومية لأن “المقطع لم ينتهِ بعد” أو “أريد فقط أن أرى هذا المنشور”، فهذا مؤشر واضح على أن استخدامه بدأ يخرج عن السيطرة ويؤثر على إنتاجيته.

القلق والانزعاج عند عدم التصفح

يشعر البعض بتوتر أو فراغ أو رغبة قوية في فتح الهاتف عند محاولة تقليل الاستخدام. وقد يظهر ذلك على شكل توتر، سرعة انفعال، أو شعور بالخوف من “فوات شيء مهم”.

استخدام الهاتف كمهرب نفسي

يلجأ البعض إلى السوشيال ميديا للهروب من الضغوط، المشاعر السلبية، الوحدة، أو الملل. ومع الوقت، يتحول الهروب إلى عادة… والعادة إلى اعتماد نفسي.

 تراجع العلاقات الواقعية

تقلّ اللقاءات وجلسات العائلة، ويزداد الانشغال بالهاتف أثناء وجود الآخرين. تصبح العلاقات الرقمية بديلاً مؤقتًا، لكنها غالبًا ما تزيد الشعور بالوحدة بدلاً من علاجه.

 المقارنة الدائمة بالآخرين

يبدأ الشخص بمقارنة حياته بما يراه في حسابات المؤثرين، مما ينعكس على تقديره لذاته ويزيد من إحساسه بالنقص أو عدم الرضا.

 تأثيرات على المزاج والنوم

تصفح الهاتف ليلًا، التعرض للضوء الأزرق، والبحث المستمر عن “منشور جديد” يسبب اضطرابات النوم، ويؤثر على التركيز والحالة المزاجية طوال اليوم. 

وبالمحصلة ادمان السوشيال ميديا لا يحدث فجأة؛ إنه يتسلل إلى يوم الشخص بهدوء، يبدأ بدقائق وينتهي بساعات تضيع دون أن يشعر. ما إن تتحول المنصات الرقمية إلى وسيلة للهروب أو إلى جزء لا ينفصل عن الروتين اليومي، حتى تبدأ الأعراض بالظهوربين فقدان التركيز، وتراجع العلاقات، والشعور المستمر بأن هناك شيئًا “يجب رؤيته الآن”.