راية واحدة تكفي !!!

لبنان الحقيقي هو لبنان الثقافة و الفن والهوية المشتركة . ان الانتماء للوطن يجب ان يعلو على كل الانتماءات الضيقة لاستعادة صورة لبنان التي نعرفها ونفتخر بها .

ديسمبر 1, 2025 - 10:16
 0
راية واحدة تكفي !!!

 

 كتبت هناء بلال 

دعت الأحزاب اللبنانية إلى رفع العلم اللبناني تزامناً مع استقبال االبابا لاون الرابع عشر … لكنّ الفكرة أوسع من مناسبة عابرة. السؤال الحقيقي هو: لماذا لا نرفع علم لبنان دائماً؟ لماذا يجد كلّ واحدٍ منّا نفسه تحت راية طائفته أو حزبه، ولا يجد نفسه تحت علمٍ يجمعنا جميعاً؟

لو أننا، منذ البداية، اخترنا أن نرفع علم لبنان وحده، وأن ننتمي إلى هذا الوطن قبل أي انتماء آخر، لخفّفنا عن أنفسنا الكثير من الوجع والانقسام. لكان وجه لبنان اليوم هو وجه الثقافة والفن والنجاح، لا وجه الصراع والتشتّت.

لبنان الذي نعرفه ليس ذاك الذي نراه في الأخبار ولا في أصوات السياسيين.

 لبنان الحقيقي هو لبنان ذكَي ناصيف الذي حمل الوطن روحه، ولبنان وديع الصافي الذي غنّى للجبل، ولبنان صباح التي نشرت الفرح، ولبنان فيروز التي صارت صوت صباحات العالم.

 هذا هو لبنان الذي يشبهنا… لبنان الذي يكفي أن نسمع أغنية من تراثه لنشعر أنّ شيئاً في داخلنا يعود إلى الحياة.

فلماذا لا نرفع علم لبنان؟ هل طائفتنا أكبر من بلدنا؟ هل حزبنا أهم من هويتنا الممتدة آلاف السنين؟ نحن أبناء بلدٍ علّم العالم الأبجدية، وصدّر أول حرف من جبيل، ثم صمتنا.

تركنا الآخرين يعرّفون عنّا، بينما نحن نتشبّث برايات لا تزيدنا إلا تفرّقاً.

رفع العلم اللبناني ليس مجرّد حركة رمزية. إنّه إعلان انتماء لوطنٍ أكبر من خلافاتنا وأوسع من حدودنا الضيّقة.

إنّه تذكير بأنّنا بلد ينتج ثقافة وشعراً وموسيقى وعلماً، وبلدٌ يعرف أن ينهض مهما سقط.

فلنرفع علم لبنان… لأن لبنان ليس طائفة ولا حزباً. لبنان هو ناسه، صوته، ترابه، أغانيه، كتبه، تاريخه، وحلمه الذي لا يموت.

عندها فقط… نستعيد لبنان الذي يشبهنا ويليق بنا.