كيف تحوّل الحسد من لعنة مؤلمة إلى قوة تدفعك للأمام؟

الحسد ليس دائمًا شعورًا سلبيًا؛ فقد يتحوّل إلى قوة دافعة نحو النجاح إذا أُحسن توجيهه. اكتشف كيف يفصل علم النفس بين الحسد البنّاء والمدمّر، وكيف يمكن تحويل هذا الإحساس المؤلم إلى طاقة إيجابية تعزز التطور الذاتي.

نوفمبر 27, 2025 - 10:47
 0
كيف تحوّل الحسد من لعنة مؤلمة إلى قوة تدفعك للأمام؟

 

يُنظر إلى الحسد غالبًا كإحساس سلبي يؤذي صاحبه قبل أن يطال الآخرين، إذ قد يدفع الإنسان إلى مقارنة نفسه بمن هم أفضل حالًا فيعيش ألمًا داخليًا يزداد كلما عجز عن ضبط مشاعره. لكن علم النفس الحديث يقترح قراءة مختلفة، أكثر توازنًا وعمقًا، ترى أن لهذا الشعور وجهين: مدمّر… وآخر بنّاء إذا أُحسن توجيهه.

حين يتحول الحسد إلى دافع للتقدم

رغم صورته الداكنة في الذاكرة الجماعية، تشير الأبحاث إلى أن الحسد ليس شرًا مطلقًا. فقد يصبح حافزًا إيجابيًا عندما يوجّه الشخص طاقته نحو تحسين ذاته بدل الانغماس في مشاعر النقص. هنا، تنقلب المقارنة إلى منافسة مشروعة تحرك الطموح، وتدفع الفرد إلى سدّ الفجوة بين ما يملك وما يطمح إليه.

وقد كشفت الدراسات أن للحسد درجات:
هناك من يشعر بشيء من الإحباط يترافق مع الإعجاب، فيحوّل هذا الإحساس لاحقًا إلى إنجازات واقعية. في المقابل، هناك من يعيش الحسد كغضب داخلي ورغبة بالأذى… وهؤلاء غالبًا ما يعلقون في دوامة مشاعرهم ويحتاجون إلى مساعدة نفسية للتعامل معها.

العقلانية… صمام الأمان

معظم الناس يخفون مشاعر الحسد لأن المجتمع يعتبرها "عيبًا" أو "ضعفًا". لذلك نلجأ عادة إلى التفكير العقلاني لضبط تلك الانفعالات، خصوصًا حين نشعر بأن ما لدى الآخرين يثير رغباتنا أو يذكرنا بنقائصنا.
لكن العقلانية قد تتراجع في اللحظات الضاغطة، وهنا تظهر العواطف الحقيقية بلا قناع. ومع ذلك، يؤكد الاختصاصيون أن تدريب النفس على الوعي وضبط ردّات الفعل يساعد مع الوقت على تحجيم هذا الشعور والتعامل معه بذكاء.

لكي نخرج من دائرة الحسد السلبي، ينصح الخبراء بالتركيز على ما يمكن التحكم به بدل الوقوف عند ما نفتقده. فإذا كان نجاح شخص ما يسبب لنا الألم، يمكن تحويل هذا الشعور إلى خطة عمل واقعية نلتزم بها. أما إذا أصبح الحسد معيقًا ودافعًا للهدم بدل البناء، فالبديل الأنسب هو تعزيز القناعة الذاتية والاعتراف بما نملكه من نقاط قوة.

فالتحديق المستمر في النقص لا يجلب إلا المعاناة… بينما النظر إلى ما لدينا من مهارات، إنجازات، أو حتى فرص صغيرة، يمكن أن يصبح بداية لطريق جديد وأكثر إشراقًا.