أمومة معلّقة بين الخوف والأمل: لقطات تُبكي من فيلم درّة
مشاهد مؤلمة من فيلم «وين صرنا» تكشف أمومة تحت النار، حيث تعترف أم فلسطينية بندمها وسط الحرب بينما تتمسّك طفلتها بالحياة، وفتاة أخرى تحمل ميدالياتها بعدما دُمّر ناديها. لقطات إنسانية تعكس معاناة العائلات في غزة ورحلة النجاة بين غزة ورفح.
كتبت هناء بلال
«كان نفسي أكون أم… لكن مع الحرب ندمت إنها مسؤولية» .... تقولها وهي تلمس شعر ابنتها برفق، تتحسّسه كأنها تطمئن أن الصغيرة ما زالت هنا، رغم أن كل شيء حولهما قابل للزوال. إلى جانبها تجلس فتاة أخرى، تحمل ميدالياتها الرياضية التي كانت تزيّن غرفة طفولتها، وتهمس بصوت يحمل الامل : «النادي جرفوه اليهود… بس لسه حلمي أكمل وألعب بطولات».
وفي مشهد آخر، يظهر زوجها عالقًا على الطريق بين غزة ورفح، يقف تحت الشمس ساعات طويلة منتظرًا سيارة لن تأتي، وكأن الانتقال من غزة الى مدينة أخرى أصبح حلمًا صعب المنال… حلمًا يشبه النجاة نفسها.
في أولى تجاربها خلف الكاميرا، تخوض النجمة درة زروق عالم الإخراج والإنتاج بفيلمها الوثائقي «وين صرنا»، الذي يقدّم حكاية إنسانية عميقة لعائلة فلسطينية تُجبرعلى مغادرة منزلها في غزة تحت وطأة الحرب، لتنطلق في رحلة شاقّة بحثًا عن الأمان ولمّ الشمل.
https://youtu.be/JOojX0QTuaI?si=VjsyWWOvy4AoLYOe
يركّز الفيلم على قصة نادين التي تنتقل إلى مصر مع طفليها التوأمين حديثي الولادة، فيما يبقى زوجها عبود عالقًا في غزة محاولًا تجاوز حصار الدمار للوصول إلى عائلته.
من خلال هذه الرحلة المؤلمة، يقدّم «وين صرنا» صورة واقعية لمعاناة الأسر الفلسطينية بعيدًا عن لغة الأرقام، ليُبرز وجوه الألم، الخوف، والصمود، ويترك مساحة واسعة للأمل رغم قسوة الظروف.
وحظي الفيلم بعرض عالمي أول ضمن الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مُشاركًا في مسابقة «آفاق عربية» حيث لفت الأنظار برؤية إخراجية ناضجة تعكس شغف درة زروق بتقديم أعمال تحمل قيمة إنسانية ورسائل مؤثرة عن واقع البشر في زمن الحرب.
هذه اللقطات ليست مجرّد حكايات عابرة، بل مشاهد حقيقية من الفيلم الوثائقي «وين صرنا»، الذي تخوض به النجمة درّة زروق أولى تجاربها الإخراجية لتروي وجوه الحرب كما لم تُروَ من قبل: من قلب البيوت.. من خوف الأمهات...
من أحلام الأطفال.... ومن صبر الرجال العالقين بين نقطتي حدود وحياتين.


