مدارس بلا أمان؟ التنمّر الذي يختبئ بين الممرات

تعرف على خطورة التنمّر المدرسي، أنواعه الجسدية واللفظية والاجتماعية والعنصرية، وتأثيره النفسي طويل المدى على الطلاب. اكتشف كيف يمكن للمجتمع والمدرسة والأسرة مواجهة هذه الظاهرة وحماية الأطفال من آثارها.

نوفمبر 24, 2025 - 11:03
نوفمبر 24, 2025 - 11:08
 0
مدارس بلا أمان؟  التنمّر الذي يختبئ بين الممرات

 

يُعدّ التنمّر المدرسي واحدًا من أكثر الظواهر انتشارًا بين الطلاب حول العالم، إلى درجة دفعت بمنظمة UNICEF لجعله ضمن أولويّات عملها، نظرًا لخطورة تأثيره النفسي العميق على الأطفال والمراهقين. فالكثير من الاضطرابات والمخاوف التي يعاني منها بعض البالغين اليوم، تعود جذورها إلى تجارب قاسية عاشوها في طفولتهم داخل البيئة المدرسية، ومن بينها التعرض للتنمّر.

ومع أنّ الظاهرة ليست جديدة، إلا أنّ الوعي بخطورتها أخذ يتزايد عالميًا، وبدأت مؤسسات تربوية وإنسانية ببذل جهود جدية لمواجهتها والحدّ من انتشارها. لكن ما هو التنمّر بالضبط؟ وما أنواعه؟ ولماذا يعتبر بهذه الخطورة؟ وكيف يمكن الحد منه؟

ما هو التنمّر المدرسي؟

يشير التنمّر إلى سلوك عدواني متكرّر يمارسه طالب أو مجموعة من الطلاب مستغلين قوتهم الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية لإيذاء طالب آخر أقل قدرة على الدفاع عن نفسه.

وتُعرّفه اليونيسف من خلال ثلاثة عناصر أساسية:

القصد: وجود نية لإيذاء الطرف الآخر.

التكرار: أن يكون السلوك مستمرًا وليس حادثة منفردة.

القوة: اختلال ميزان القوة بين المتنمّر والضحية.

وبالتالي، لا تُعدّ الخلافات العابرة أو المشاحنات بين طلاب متساوين في القوة تنمّرًا، لأن التنمّر يقوم أساسًا على استغلال الضعف وإحداث الأذى المتكرّر.

لماذا يثير التنمّر هذا القلق العالمي؟

تكمن خطورة التنمّر في آثاره النفسية الممتدة إلى ما بعد مرحلة المدرسة. فقد يشعر الطالب المعرض للتنمّر بالخوف، القلق، ضعف الثقة بالنفس، والعزلة الاجتماعية، وقد تتطور هذه المشاعر لاحقًا إلى اضطرابات أشدّ.

ولهذا السبب، باتت المؤسسات التربوية والحقوقية تتعامل مع التنمّر كقضية إنسانية تحتاج إلى تدخل مستمر.

أنواع التنمّر المدرسي

يظهر التنمّر المدرسي بعدة أشكال، ويختلف تأثير كل منها حسب البيئة المدرسية وحساسية الطلاب:

التنمّر الجسدي

يشمل الاعتداء المباشر مثل:

الضرب

الركل

الدفع

تعمّد التعثر

سرقة الممتلكات

ويُعد من أكثر الأنواع وضوحًا، إذ قد يخلّف إصابات أو آثارًا مرئية، لكنه قد يكون خفيًا في بعض الأحيان.

 التنمّر اللفظي

ويتضمن استخدام الكلمات لإلحاق الأذى مثل:

  • الشتائم

  • السخرية

  • إطلاق الألقاب الجارحة

  • التهديد

هذا النوع يترك جروحًا لا تُرى، لكنه يضرب مباشرةً احترام الطفل لذاته.

. التنمّر الاجتماعي

يستهدف العلاقات الاجتماعية للطالب عبر:

  • نبذه من المجموعات

  • نشر الشائعات

  • إحراجه أمام الآخرين

  • تجاهله المتعمد

وهو أخطر مما يبدو، لأنه يؤثر على شعور الطالب بالانتماء.

 التنمّر العنصري أو الثقافي

يحدث عندما يتعرض الطالب للإساءة بسبب:

  • العِرق

  • اللون

  • اللغة

  • الخلفية الثقافية

وهو نوع حساس للغاية لأنه يمسّ هوية الطالب وانتماءه.

كيف نواجه التنمّر؟

مواجهة التنمّر تحتاج إلى تعاون الجميع: الأهل، المدرسة، والطلاب. وأبرز خطوات المواجهة:

  • تعزيز الحوار مع الأبناء

  • نشر ثقافة احترام الاختلاف

  • تشجيع الطلاب على التبليغ

  • تدريب كوادر المدرسة على التعامل مع الحالات

  • وخلق بيئة آمنة يشعر فيها الجميع بالحماية