ليلة واحدة… كلفة شهر: كيف بلغت أسعار حفلات رأس السنة في لبنان؟

ديسمبر 30, 2025 - 12:51
 0
ليلة واحدة… كلفة شهر: كيف بلغت أسعار حفلات رأس السنة في لبنان؟

تتصدر أسعار بطاقات حفلات رأس السنة المشهد الترفيهي في لبنان هذا العام، بعدما تحوّلت إلى العامل الأكثر حضورًا في تحديد شكل الموسم وحدوده.

التذاكر التي تتراوح بين 125 و750 دولارًا للفرد جعلت من السهرات الفنية كلفة استثنائية لا تتناسب مع واقع القدرة الشرائية لغالبية اللبنانيين، وحوّلت الاحتفال بليلة رأس السنة إلى خيار انتقائي محصور بفئات محدودة.

في مقدمة الحفلات الأعلى كلفة، يبرز حفل راغب علامة على مسرح OPRA في بيروت، حيث تبدأ أسعار البطاقات من 300 دولار وتصل إلى 750 دولارًا، وهو رقم يوازي تقريبًا الحد الأدنى للأجور المعمول به في لبنان والبالغ 312 دولارًا. هذا الواقع يضع الحفل خارج متناول الشريحة الأوسع من المواطنين، ويجعل حضوره مرتبطًا بالقدرة المالية أكثر من كونه مناسبة فنية عامة.

الحفل الثاني الأبرز هو حفل ملحم زين وغي مانوكيان على مسرح كازينو لبنان، بأسعار تبدأ من 150 دولارًا وتصل إلى 600 دولار. ورغم الظروف الاقتصادية والقلق العام، يسجّل هذا الحفل إقبالًا ملحوظًا مع الإعلان عن نفاد معظم البطاقات، ما يعكس وجود طلب فعلي، وإن كان محصورًا بجمهور قادر على تحمّل هذه الكلفة.

أما بقية الحفلات، فتقع ضمن هامش سعري أدنى نسبيًا، من دون أن يخرج ذلك عن إطار الارتفاع الكبير مقارنة بالدخل. تتراوح أسعار حفلة علي الديك وأيمن زبيب على مسرح فندق كورال بيتش في بيروت بين 150 و350 دولارًا. وتبدأ أسعار حفلة ماهر جاه ونانسي نصرالله من 190 دولارًا للتذكرة الواحدة، وتصل إلى 340 دولارًا، يضاف إليها رسم دخول ثابت بقيمة 60 دولارًا.

وفي هذا الإطار، تُسعّر حجوزات الـLounge المخصّصة للمجموعات على أساس حد أدنى للاستهلاك يتراوح بين 1500 و3000 دولار، مع رسم إضافي ثابت بقيمة 500 دولار، فيما يصل سعر الـStage VIP إلى نحو 4000 دولار، ما يجعل كلفة السهرة الجماعية بعيدة تمامًا عن قدرة الغالبية.

كذلك، تتراوح أسعار حفلة محمد خيري في O Beirut بين 150 و400 دولار، فيما تبدأ أسعار بطاقات حفل نادر الأتات وماهر جاه في الأطلال بلازا – غزير من 125 دولارًا وتصل إلى 300 دولار.

وعند احتساب المعدّل الوسطي لأسعار الحفلات، من دون إدخال حفل راغب علامة لارتفاع كلفته، يبلغ سعر التذكرة الواحدة نحو 265 دولارًا، أي ما يعادل قرابة 85% من الحد الأدنى للأجور. في هذا السياق، تدخل حفلات الأعياد ضمن منطق الحد الأدنى من المخاطرة، في ظل القلق الأمني والمخاوف من حرب مفتوحة والحصار الاقتصادي والضغوط الخارجية، ما يحوّل ليالي رأس السنة من مناسبة ترفيه جماعية إلى ترف محدود، في بلد بات الاستقرار فيه يتقدّم على أي قرار إنفاقي، حتى في أكثر المواسم رمزية.

في هذا المشهد، وبين كلفة الترفيه المرتفعة وضيق الخيارات، تبقى سهرة الدفء العائلي الخيار الأقرب والأكثر واقعية لاستقبال العام الجديد. بعيدًا عن صخب الحفلات وأسعارها، يجد كثير من اللبنانيين في الاجتماع مع العائلة والأصدقاء مساحة أمان نفسي ووجداني، تعوّض عن غياب البهرجة وتمنح لحظة انتقال هادئة إلى عام جديد، يُستقبل بالأمل والتماسك أكثر مما يُستقبل بالضجيج.