"’تقرير اليونيفيل‘‘ يحول دون الحرب المفتوحة ونتنياهو يستمهل محاكمته

تقرير ديبلوماسي غربي يكشف إنجاز الجيش اللبناني حصر السلاح جنوب الليطاني بالكامل، مع تحذيرات من مغامرة عسكرية إسرائيلية وارتباط الموقف الأميركي بمبادرة السلام. التفاصيل حول الدور الغربي والأوروبي وتهديدات مواجهة تركية–إسرائيلية في سوريا.

ديسمبر 23, 2025 - 10:32
 0
 "’تقرير اليونيفيل‘‘ يحول دون الحرب المفتوحة ونتنياهو يستمهل محاكمته

كتب عبد الهادي محفوظ: 

في معلومات ديبلوماسية غربية أكيدة أن قوات اليونيفيل سترفع تقريرا إلى مجلس الأمن يتضمن أن المؤسسة العسكرية اللبنانية أنجزت بالكامل مسألة حصرية السلاح بيد الدولة جنوب الليطاني. والفضل في ذلك للسياسات العسكرية والأمنية الصحيحة التي أخذ بها قائد الجيش العماد رودولف هيكل ووضع فيها حدا لمعلومات مفبركة كان يروّج لها الإعلام الإسرائيلي ومعه ’’وشاة أميركيون ولبنانيون‘‘.
و’’تقرير اليونيفيل‘‘ هذا هدفه الحؤول دون الحرب المفتوحة على لبنان التي يسعى إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والذي يذهب إلى واشنطن حاملا معه ’’خطة عسكرية‘‘ شاملة لمواجهة مع ’’حزب الله‘‘ وايران. فنتنياهو كان قد أبلغ المحكمة العليا في اسرائيل تأجيل محاكمته لأنه يهيء لحدث أمني كبير ينتظر موافقة الأميركيين. وهكذا في التقدير الديبلوماسي الغربي المسألة مرتبطة بتجاوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يريد الحفاظ على ’’مبادرته للسلام‘‘ في المنطقة. والذي يرى أن هناك معطيات جديدة تفرض نوعا من الحذر الأميركي من أي مغامرة غير محسوبة تعيد إلى ’’الذاكرة الأميركية‘‘ ما تعرّضت له في لبنان ’’قوات المارينز‘‘ سيّما وأنه في الوسط السني العربي والإسلامي هناك اعتراض قوي ومتنامي على السياسات الاسرائيلية غير المطمئنة والتي لم يكن اعتراض عليها أميركيا ولو متحفظا.
والملاحظ أن هناك تباينا بين الموقفين الأميركي والاسرائيلي من موضوع الجيش اللبناني. فاسرائيل توحي بأن المؤسسة العسكرية اللبنانية لا تقوم بما هو مطلوب منها لتجريد حزب الله من السلاح فيما التقارير التي ترفعها السفارة الأميركية ومعها الديبلوماسية الغربية تقول عكس ذلك تماما. وهذا معناه عمليا أن الرئيس ترامب لن يعطي الضوء الأخضر الأميركي لـ’’حرب مفتوحة‘‘ على لبنان وإن كان نتنياهو يملك، بغطاء أميركي، ورقة الضربات العسكرية المحدودة التي تستهدف التدمير والإغتيال لممارسة ضغوط ’’تحت النار‘‘ شمال الليطاني وفي البقاع الشمالي والغربي وحتى في الضاحية الجنوبية.
وثمة تحضير غربي أميركي وأوروبي لتكون ’’المنطقة العازلة‘‘ هي منطقة انتشار قوات متعددة الجنسية بمشاركة أميركية أساسية وألمانية وفرنسية وعديد من الدول الأخرى. وتدرس الدول الغربية وضع قوات دولية على الحدود اللبنانية – السورية تحت الفصل السابع.
هذا وترقب جهات ديبلوماسية غربية أوروبية مواجهات عسكرية تركية – اسرائيلية في سوريا. ويسعى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لتفادي مثل هذه المواجهات عبر الأميركي خصوصا وأن دولا أوروبية فرضت عقوبات على قادة الفصائل الموالية لتركيا في سوريا ومنها لواء السلطان سليمان شاه وأبو عمشة (محمد الجاسم) رجل تركيا الأول في سوريا وقوات ’’الحمزات‘‘ التابعة لتركيا أيضا.
والسؤال هل هناك تحوّل في موقف الرئيس أحمد الشرع باتجاه تكريس ولاء كامل للولايات المتحدة بعد أن منع تداول العملة التركية في أدلب خصوصا وأن التعامل بها يمتد إلى سنوات سابقة. هذا ويدرك الغرب أن المرحلة الثانية في شمال الليطاني هي من الصعوبة بمكان. وهذا ما أشار إليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بقوله ’’ما يقلقني داخليا يفوق خوفي من الحرب الاسرائيلية‘‘. وما يقصده هو الفتنة الداخلية أو افتعال مواجهة عسكرية سورية – لبنانية بامتدادات داخلية.