مسؤول أمني أوروبي يُعاين مستقبل الشيعة والسؤال عن سلاح "حزب الله"؟
"مسؤولون أوروبيون وعرب يزورون لبنان سراً لمراقبة تطورات حزب الله، قدراته العسكرية، الوضع في الجنوب والحدود مع إسرائيل، وتأثير ذلك على الانتخابات النيابية المقبلة والجماهير الشيعية."
كتب رضوان عقيل-"النهار" :
يحضر مسؤولون أمنيون غربيون وعرب الى بيروت من دون ضجيج اعلامي لضرورات تعود الى طبيعة مهماتهم والحفاظ على سريتها. ويناقشون تفاصيل تخص مختلف القطاعات لتزويد حكوماتهم بتقارير والبناء على خلاصاتها في اتخاذ القرارات حيال لبنان. ويحتل "حزب الله" صلب اجندة اسئلتهم واستفساراتهم بقالب مخابراتي.
قبل ايام حل في بيروت مسؤول امني كبير يعمل في جهاز استخبارات دولة اوروبية والتقى عددا من المسؤولين الامنيين. وجال في العاصمة ومناطق اخرى للتدقيق في حصول اي تبدلات او تغييرات فيها واقله في الاونة الاخيرة وهو يعرف لبنان منذ سنوات عدة. ولا يكتفي بالتقارير التي تصله من الملحق العسكري في سفارة بلاده. وثمة عواصم رفعت عدد العاملين في سفاراتها لجمع اكبر مساحة من المعلومات عن الجناح العسكري للحزب وما تبقى منه "وما اذا كانت تتوفر امكانات لاعادة ترميمه".
وكان تركيز المسؤول الامني الاوروبي في معلومات استقتها " النهار" لمعرفة جملة من الملفات والغوص فيها:
- ماذا بقي من القدرات العسكرية عند الحزب وخصوصا على مستوى الصواريخ والمسيرات التي خسر جزءا كبيرا منها جراء الضربات الاسرائيلية المتواصلة في الجنوب والبقاع، ولا سيما انه حشر كل مخازنه من العتاد في جنوب الليطاني بفعل الغارات الاسرائيلية زائد قيام الجيش اللبناني بسحب ما تبقى منها على ان ينتهي منها في نهاية الشهر الجاري.
- السؤال عن الاسباب التي تمنع الحزب عن اطلاق النار منذ وقف اطلاق النار وتكبده كل هذه الخسائر البشرية والمادية في السنة الاخيرة على الاقل. وجاءه الرد من مسؤول امني بان الحزب يلتزم اتفاق وقف النارلعدم منح اسرائيل اي ذرائع "ونحن لا نعرف لماذا لا يرد الحزب ومن دون ان نحسم ماذا سيفعل في المستقبل".
- جرى التركيز على موقف الحزب الرافض للتفاوض مع اسرائيل وما اذا كانت لجنة "الميكانيزم" بعد ادخال مدنيين على رئاستي الوفدين اللبناني والاسرائيلي وما اذا كانت ثمة عوامل ستساعد على ترتيب الامور على الحدود في الجنوب ومنع تكرار محطات الحرب.
- بدأت عملية طرح الاسئلة من اليوم عن مستقبل المنطقة الحدودية ، ولا سيما عند انتهاء ولاية التمديد ل "اليونيفيل" في نهاية 2026 والتفكير في امكانية حلول قوة دولية جديدة. وتعرف الدول الاوروبية ان الاقدام على اي خطوة من هذا النوع لن تتم بحسب المسؤول الاوروبي من دون موافقة الاميركيين وقبول البريطانيين الذين ابدوا عن استعدادهم لاقامة ابراج مراقبة في الجنوب.
- تم البحث في مستقبل البلدات الحدودية المتاخمة لاسرائيل في المنطقة الحدودية ومن الناقورة الى بلدات مرجعيون حاصبيا. وكان هناك سؤال عن امكانية قبول ابناء هذه البلدات على طول الشريط الحدودي باقامة "مدينة اقتصادية" على اراضي ممتلكاتهم والتخلي عنها. وسمع المسؤول الامني من مختلف من التقاهم بان الجنوبيين يرفضون هذه "المدينة" لانها ستكون على شكل منطقة عازلة لخدمة اسرائيل وحماية مستوطناتها.
- يجرى التركيز على واقع بيئات الشيعة في مختلف المناطق التي ينتشرون فيها فيها لمعرفة توجهاتهم وخياراتهم في الانتخابات النيابية المقبلة وخصوصا جمهور " حزب الله" وما اذا كان سيقترع لمرشحيه، ولا سيما بعد الخسائر التي تكبدوها ليس البشرية فحسب بل الاضرار التي لحقت ببلداتهم. وجرى التصويب على مسألة اذا كان جمهور "أمل" زائد الحزب من غير الحزبيين سيقدمون على انتخاب لوائح المرشحين وهل سيواجهون معارضة شيعية " تؤدي الى حصول خرق في مقاعد الطائفة الـ27".


