ترويكا الوهم: فشل ذريع لعون وبري وسلام!
مقال سياسي تحليلي يسلّط الضوء على فشل «الترويكا» الرئاسية في لبنان (جوزاف عون، نبيه بري، نواف سلام) بعد انتخابها عام 2025، وسط أزمات اقتصادية وأمنية متفاقمة، وعجز عن الإصلاح، وتزايد الانقسام السياسي والطائفي، في ظل استمرار خروقات إسرائيل وغياب الأمل بإنقاذ الدولة.
كتب عبد الفتاح خطاب في "اللواء":
في لبنان الحالي، يُطلق على الثلاثي الرئاسي، الرئيس جوزاف عون، رئيس المجلس نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، اسم «الترويكا»، تيمّناً بنموذج قديم كان يُدار تحت الوصاية السورية. لكن هذه الترويكا الجديدة، التي ولدت في كانون الثاني 2025 بعد فراغ رئاسي دام سنوات، تحوّلت سريعاً إلى رمز للفشل المدوي، حيث يغرق لبنان في أزمات متفاقمة دون أي بارقة أمل حقيقية.
رغم الوعود الكبيرة بـ«عهد جديد» يركّز على الإصلاح والسيادة، إلّا أن الواقع يشهد على عجز تام. الرئيس عون، القادم من خلفية عسكرية، يواجه تحديات هائلة في بسط سلطة الدولة، خاصة مع استمرار الخلافات حول نزع سلاح حزب الله وتنفيذ القرار 1701.
أما نواف سلام، الدبلوماسي المخضرم، فيرفض عودة «الترويكا» غير الدستورية، مما يعكس توترات داخلية تحول دون اجتماعات ثلاثية منتظمة، ويؤدي إلى شلل في اتخاذ القرارات الحاسمة.
نبيه بري، اللاعب الأبدي، يتمسّك بمواقفه التقليدية، رافضاً تأجيل الانتخابات البرلمانية أو التنازل عن نفوذه، مما يعمّق الانقسامات.
النتيجة؟ اقتصاد منهار، إعمار متعثّر، وتوترات أمنية مستمرة مع إسرائيل التي تخرق وقف إطلاق النار يومياً. هذه الترويكا لم تتمكن من توحيد الصفوف، بل زادت من الاستقطاب الطائفي والسياسي، تاركة اللبنانيين يدفعون فاتورة الوعود الكاذبة.
لبنان يحتاج إلى قيادة جريئة حقاً، لا مجرد وجوه جديدة تكرر أخطاء الماضي، فهل ستستيقظ هذه الترويكا قبل فوات الأوان، أم ستبقى شاهدة على سقوط الدولة... الشعب ينتظر إجابة، لكن الوقت ينفد!


