تجفيف مالية "حزب الله" واستئصال مؤسساته... مخاوف متعاظمة من "نكبة شيعية"؟

ديسمبر 12, 2025 - 09:03
 0
تجفيف مالية "حزب الله" واستئصال مؤسساته... مخاوف متعاظمة من "نكبة شيعية"؟

رضوان عقيل-"النهار"

ترى النخب الشيعية في لبنان أن الطائفة لا تعيش أجواء طبيعية بعد الحرب الإسرائيلية التي ما زالت مفتوحه، ولو كان التركيز على "حزب الله"، فالمستهدف هو كل المكوّن، ولبنان ليس في منأى عن أخطار "النكبة" التي تلوح في الأفق وتهدد الشيعة ما لم يتم تداركها.
بات واضحا أن جهات عده في الخارج وعلى رأسها إسرائيل لا تريد القضاء على كل القوة العسكرية للحزب فحسب، بل استئصال كل مؤسساته المالية والاجتماعية، بدءا من جمعية "القرض الحسن" وصولا إلى مدارسه وتجفيف كل قدراته المالية، الأمر الذي يهدد مصير المتفرغين في قطاعاته ومن يدور في فلكهم، بعيدا من إيديولوجيتهم المناوئة لإسرائيل. وتفيد المعلومات أن نحو مئة ألف شخص يتقاضون رواتب شهرية من الحزب، فضلا عن الرعاية التي يوفرها لعائلات مقاتليه وأعضاء فيه سقطوا في شريط طويل من المعارك منذ نشأته.
يروي قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي أن مقاتلا في صفوفه قتل في أوائل الثمانينيات وتولى وليد جنبلاط تأمين النفقات المالية لأسرته من تعليم وطبابة، وما زال أحفاد الراحل يقصدونه في المختارة ويطلبون منه المساعدات المالية، علما أن أعدادا لا بأس بها من الشباب الدرزي وسواهم من شيعة وغيرهم انضووا في الأجهزة الأمنية بعد حل الميليشيات في أوائل التسعينيات، من دون احتواء الجميع.
وتُطرح الأسئلة من اليوم: كيف يواجه الحزب هذه التحديات إذا انقطعت الشرايين المالية من إيران؟ وما مصير قواعده؟
ثمة حلقة من نخب لبنانية غير شيعية حذرت أكثر من مرة مما ينتظر الشيعة إذا توقفت مؤسسات الحزب الاستشفائية والاجتماعية التي تغطي مجموعا كبيرا من غير الجسم العسكري
ويعترف ديبلوماسيون بأنهم لا يعارضون التخلص من كل قوة الحزب العسكرية، لكنهم يتوقفون عند "السوق المالية" التي يشغّلها في البلد، وفي حال إيقافها سيجد هذا المكون نفسه في أزمات اجتماعية لا حدود لها، علما أن مؤسسات الدولة غير قادرة على استيعاب كل هذه الأعداد.
وفي دلالة على خطورة الأمر، ينقل ناشط سياسي غير شيعي أنه سمع من جهة دولية فاعلة أن كل دولار سيحول إلى بيئة الحزب لن يصلها، ولو تحت عنوان اجتماعي أو بواسطة قناة رسمية لبنانية.
من هنا تدرك قيادة الحزب حجم الأعباء الملقاة عليها والتي لا تقتصر على الناحية العسكرية، ولن تنتهي إلا بتقويض حركته المالية لمنعه من التمدد، أو بالأحرى للإمساك بهذا الجمهور عند الشيعة الذي لا يزال يشكل مع حركة "أمل" بيضة القبان في خيارات هذا المكون.
توازيا، لم يكن "حزب الله" بعيدا من قائمة تعميم السلطات المالية العراقية بواسطة البنك المركزي وتجميد أصول وحسابات ومنع التعامل معها، إلى أن تدخلت الحكومة سريعا لعدم وضع الحزب والحوثيين في قائمة "الجماعات الإرهابية".
ويقول قيادي في الحزب إن حربا تخوضها إسرائيل ومن خلفها أميركا ضد الحزب لتشويه صورته معنويا ومن كل النواحي. وينفي أن تكون للحزب أرصدة مالية في المصارف العراقية أو غيرها، ولا يقلل من حجم هذه الحرب التي تستهدفه