جنبلاط يعمل على خطَّيْن: الفرصة سانحة لاقتناص اللحظة!

مواقف وليد جنبلاط الأخيرة تكشف دعمه الكامل للجيش اللبناني وللمسار التفاوضي عبر لجنة الميكانيزم، مع التأكيد على أهمية اتفاقية الهدنة لعام 1949 ودور فرنسا واليونيفيل في تثبيت وقف إطلاق النار وحماية الجنوب من الخروقات الإسرائيلية.

ديسمبر 11, 2025 - 07:21
 0
جنبلاط يعمل على خطَّيْن: الفرصة سانحة لاقتناص اللحظة!

 كتب عامر زين الدين في "الأنباء الكويتية":

 يقف رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط في الموقع المتقدم مع الجيش اللبناني وقيادته العسكرية، لما يتوقف على المهام المنوطة به راهنا من مصير للوطن ومستقبله إزاء التحديات التي تواجهه، بينها مخاطر الانزلاق إلى حرب جديدة.

ما قاله جنبلاط لرئيس الوفد اللبناني المشارك في لجنة «الميكانيزم» السفير السابق سيمون كرم في اللقاء الذي جمعه به في كليمنصو الأسبوع الماضي وتأكيد دعمه لمهمته، وفي أهمية المسار التفاوضي، بما يصون حقوق لبنان ويضمن ثوابته الوطنية، قاله جنبلاط للمبعوث الفرنسي الخاص جان ـ إيف لودريان أيضا، اثناء زيارة الاخير له مساء أمس الاول.

مصادر قريبة من جنبلاط قالت لـ«الأنباء» ان «مكوكه يعمل على خطين متوازيين: الأول دعم الجيش، كي يتسنى له تنفيذ المهام الموكلة اليه ميدانيا في بسط سيطرة الدولة على كامل تراب جنوب الليطاني، وحل اشكالية سلاح «حزب الله». وهو يشدد على ضرورة هذا الدعم لوجستيا وماديا عبر الدول الصديقة للبنان. والثاني إعادة الاعتبار إلى اتفاقية الهدنة اللبنانية – الاسرائيلية التي وقعت في 23 آذار 1949، ويرى في إطارها القانوني الدولي ما يصلح للتطبيق.

عين جنبلاط على عقارب الساعة التي تسابق الزمن وسرعة تطوراته، ويلاحظ ان الفرصة سانحة لاقتناص اللحظة، التي تصل إلى نقطة تثبيت وقف إطلاق النار، وفي مرحلة ثانية تأمين عودة أبناء الجنوب، وثالثا تحرير الأسرى من المعتقلات الإسرائيلية. ويتفق بحسب المصادر نفسها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على التحسس بخطورة المرحلة وأهمية الوصول إلى النتيجة المتوخاة، وكذلك الأمر مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي يدعم حراكه داخليا وخارجيا.

ويدرك الزعيم الدرزي، ان سياسة العدوان والغطرسة التي تنتهجها إسرائيل في المنطقة وخصوصا في لبنان، لا تكترث فيها للقانون الدولي ولا للشرعية الدولية، بعدما وفرت لها الولايات المتحدة الأميركية غطاء لتنفيذ مخططاتها. ورغم ذلك، لا يجد مفرا من الذهاب إلى المجتمع الدولي، اذ يرى في الدور الفرنسي سندا مهما لمسألتي وقف النار ودعم الجيش.

الصراحة طبعت لقاء جنبلاط مع لودريان، لناحية ضرورة لعب فرنسا الدور الذي يعلق عليه لبنان آمالا، أكان بالنسبة إلى النزاع مع إسرائيل، او في علاقة الدولتين مع سورية. ويذكر في هذا الصدد، بأن اتفاقية الهدنة الآنفة الذكر مظلتها في النهاية الأمم المتحدة، وهي تلزم إسرائيل باحترام حدود لبنان المعترف بها دوليا، رغم خرقها للنقطة 38 (الحدود السورية) من العدد الإجمالي 143 نقطة المتفق عليها آنذاك.

المسيرات الاسرائيلية التي تحوم بشكل مستمر فوق المناطق اللبنانية بما فيها الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله)، وترتكب يوميا عشرات الخروقات لاتفاق وقف اطلاق النار، انما تضع البلد كله تحت «حصار المسيرات»، وتشكل السلاح الامضى في الحرب النفسية ضد اللبنانيين واثارة الذعر في نفوسهم، عدا جانب المخاوف من احتمالات مخبأة ومفاجئة لا يمكن اسقاطها من الحسابات السياسية والعسكرية في أي لحظة.

وعليه، يرى جنبلاط اننا في حالة حرب لم تتوقف اصلا، والايام والساعات الراهنة تتطلب جهودا مضنية من اركان الدولة، للوصول بالبلد اقله إلى الحد الادنى من الامن والاستقرار، وان كان يرفض مبدأ التفاوض تحت النار، مع ادراكه بان قواعد اللعبة في يد اسرائيل. ويعول الرجل كثيرا على دور «اليونيفيل»، وفي تعاونها وتنسيقها مع الجيش، لتحقيق المطلوب.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق يتطلع بحسب المصدر القريب منه إلى دعم الجيش باسرع وقت ممكن عدة وعديدا، وبمنظومة دفاعية شبيهة بالتي أسقطت فيها «اليونيفيل» المسيرة الاسرائيلية سبتمبر الماضي، وهو يسأل عن عدم دعم الجيش بهكذا تقنيات؟!.

توازيا، يدق جنبلاط ناقوس الخطر بخصوص انتهاء ولاية قوات «اليونيفيل» اواخر كانون الأول 2026، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، بعد التمديد الذي جرى لمرة اخيرة. من هنا تأتي مطالبته بمعالجة الأوضاع على النحو الشامل المطلوب.