العشاء السنوي لمركز سرطان الأطفال في دبي

أقام مركز سرطان الأطفال في لبنان العشاء الخيري السنوي في دبي بعنوان "حكايات الأمل – من الأرز إلى العالم"، بمشاركة شخصيات لبنانية وعربية، بهدف دعم علاج الأطفال المصابين بالسرطان مجانًا. تخلّل الحفل كلمات مؤثّرة، قصص شفاء ملهمة، مزاد فنّي خيري، وفقرات فنية لمايا دياب وميشال فاضل، تأكيدًا لرسالة الأمل والتضامن الإنساني.

نوفمبر 24, 2025 - 12:03
 0
العشاء السنوي لمركز سرطان الأطفال في دبي

 أقام مركز سرطان الأطفال في لبنان العشاء الخيري السنوي في دبي بعنوان "حكايات الأمل – من الأرز إلى العالم"، بهدف "الاحتفاء بالأمل" و"أهمية العمل الجماعي في تأمين دعم والعلاج المجاني للأطفال المصابين بالسرطان"، بحسب بيان للمركز، بحضور نحو 550 شخصية لبنانية وعربية.

تقدّم الحضور في العشاء الذي أقيم في قاعة The Agenda في مدينة دبي للإعلام، السفير اللبناني في الإمارات العربية طارق منيمِنة، السفير اللبناني في كوبا عساف ضومط، نائبة رئيس البعثة اللبنانية القنصل في الإمارات بينيللا عبد الله، نائبة رئيس البعثة القنصل في القنصلية العامة للبنان في دبي والإمارات الشمالية حنان تابت، رئيس مجلس أمناء المركز بالإنابة سيزار باسيـم، أعضاء المجلس أسمهان زين ولارا دبس ومايا السعيد ويولا نجيم، إلى جانب المديرة العامة للمركز هنا الشعار شعيب والطاقم الإداري.

 منيمنة

وألقى منيمنة كلمة قال فيها: "رسالة لبنان الحقيقية تكمن في إنسانه، في شجاعتِه، في تعاطفِه، في التزامِه على حماية الحياة رغم كل التحديات. لبنان يسعى اليوم، مع انطلاق عهدٍ جديدٍ فيه، إلى استعادة علاقة مميزة مع أشقائه العرب وفي مقدّمهم دولة الإمارات العربية المتحدة". وأعرب عن "الشكر والامتنان لدولة الإمارات بقيادة رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على استضافتها الجالية اللبنانية التي تنعم ببيئة آمنة مستقرة وتُمنح فرصا حقيقية للتقدّم".

أضاف: "يأخذ احتفالنا اليوم بُعداً خاصاً في عيد الاستقلال، فالاستقلال ليس صفحة من الماضي، بل هو شهادة على قدرة هذا الشعب على النهوض والصمود، وعلى تحويل التحديات إلى فرص والألم إلى أمل". وتابع: "اليوم نُعطي هذه الروح معناها الحقيقي عبر دعم أطفال لبنان".

وذكّر بأن "مركز سرطان الأطفال في لبنان قدّم طوال ما يزيد عن عشرين عامًا، وعدًا ثابتًا لكلِّ طفلٍ يدخلُ أبوابَه: أفضل علاج، مجانًا، وبكل كرامة، ومهنية، وإنسانية". ورأى أن "هذا الإنجاز سيكون استثنائيًا في أي مكان من العالم، لكنه في لبنان يُعَدُّ معجزة. ففي بلدٍ تتكاثر فيه الأزمات من كل اتجاه، بقي المركزُ نقطة ضوء وسط الظلام، منظمًا، شفافًا، ومتمسكًا بقناعته بأن حياة كل طفل حقٌّ لا يُمس". وشدّد على أن "هذا هو لبنان الذي لا تراه في نشرات الأخبار لبنان الإرادة، لبنان العطاء، لبنان الكرامة الإنسانية. اليوم، هنا في دبي، المدينة التي تُجسّد معنى الرؤية والتقدم وصارت عنوانًا للعطاء، يكتسبُ دعمُكم أهمية مضاعفة. فهو تعبير عن الثقة والتضامن، وعن إحساس عميق بالمسؤولية تجاه أطفال لبنان. وفي ذكرى الاستقلال، يعبّر حضوركم عن رسالة واحدة: لبنان ليس وحده، وأطفاله لن يُترَكوا وحدهم".

 باسيم

وأكّد باسيـم في كلمته أن "الهدف من الاحتفال هو الاحتفاء بالأمل ودعم الأطفال المصابين بالسرطان"، ودعا إلى "الوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الراحل لمجلس الأمناء وأحد مؤسسي المركز جوزيف عسيلي الذي توفيّ قبل أسابيع"، مستذكّرا "الأثر الكبير والبصمة الدائمة التي تركها في حياة الأطفال ومسيرة المركز". وأعلن أن الرئيس السابق لمجلس الأمناء سليم الزعنّي سيتولى الرئاسة مجددا في كانون الثاني/يناير 2026، مؤكّدًا ثقته "برؤيته المؤسسية وقدرته على مواصلة مسيرة العطاء".

وأشاد بـ"الدعم المستمر من دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، وعلى وجه الخصوص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم". كذلك توجّه بالشكر إلى معالي وزير التسامح والتعايش في الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.

وإذ أعرب عن امتنانه للسفارة اللبنانية ولـ"دبي الإنسانية، المدينة العالمية للخدمات الإنسانية سابقاً، لمساهمتهما الفاعلة في نجاح الحفلة"، شدّد على أنها "رسالة أمل من لبنان إلى العالم"، مذكّراً بأن "المركز قدّم منذ تأسيسه عام 2002 علاجًا مجانيًا وشاملاً لأكثر من 5500 طفل من لبنان والمنطقة، محققًا نسب شفاء تتجاوز 80 في المئة وفق أعلى المعايير العالمية، ومتمسّكًا بمبدأه الأساسي: لا يجوز أن يموت طفل في فجر حياته".

وتوجّه في ختام كلمته إلى الحضور بالقول: "وجودكم اليوم ليس مجرد حضور... بل أمل، ودعمكم ليس مجرد تبرع... بل حياة. كل مساهمة تمنح طفلاً فرصة، وعائلة بصيص نور، وشعلة أمل لوطن بحاجة للأمل".

 وروَت الناجية من مرض السرطان مرتين دينا قصتها الملهمة قائلة: "كنت في السادسة عشرة عندما اكتشفت إصابتي بسرطان الغدد اللمفاوية. فجأة تغيّرت حياتي بالكامل: جسدي، نفسيتي، علاقاتي، وحتى نظرتي للعالم. خضت رحلة علاج صعبة، وواجهت المرض مرة أخرى بعد سبعة أشهر، لكن كل تجربة جعلتني أقوى وأكثر صلابة. اليوم أقف أمامكم منتصرة". وأضافت دينا: "رسالتي أن الإنسان قادر على تحويل أصعب اللحظات إلى نقاط قوة في حياته، وكل تبرع منكم يمنح طفلاً بصيص أمل ويقول له: لا تخف... نحن إلى جانبك".

 أقيم الاحتفال بدعم شركاء المركز "دبي الإنسانية" و"شركة طيران الشرق الأوسط" و LMB و HUMGMT وSpotlight Live Entertainment. كذلك حظيت بدعم الرعاة الماسيين TAQEEF و Entrecote de Paris وSAWA Entertainment و AMANA Services LLC، والرعاة البلاتينيين Butterfly Social و The Sustainable City، والراعي الذهبي Chalhoub Group والرعاة الفضيين AMANA Capital و JT & Partners و CFIوالبرونزيين ACE Gallagher و"الصفدي" و"دبي للاستثمار" و Habayeb Business Consultants و MDS System Integration و OBEGI و Cheraz El Jardali.

 وأقيم خلال العشاء مزاد علني على مجموعة مميّزة من الأعمال الفنية أداره أرني إيفروين من دار "كريستيز"، على لوحة "نعم، هناك دائمًا وقت للحب" للفنانة الإماراتية نور السويدي، ولوحة "سجادة طائرة 15" للفنانة الفلسطينية رانيا كمال، ولوحة للفنان اللبناني إيهاب أحمد، ولوحة Morning Coffee للفنان اللبناني غازي الباقر، ولوحة Strata No. 3 للفنان اللبناني ميساك ترزيان، ولوحة من سلسلة Mindscapes, Eden 2024 للفنانة بيتي ياغي، ومنحوتة للفنانة لينا الحسيني، وخاتم من الذهب والألماس من تصميم مجوهرات أنطوان وليد سلامون. وأقيمت عملية تبرّع يُضاء فيها جزء من أرزة لبنان كلما منحَ أحد الحاضرين مبلغاً.

وقدّم منسّق الموسيقى DJ Rodge مزيجًا موسيقيًا نابضًا بالحياة أضفى حيوية على الأجواء، تلاه أداء مميّز للفنانة مايا دياب التي أدّت مجموعة من أغانيها وسط أجواء حماسية، واختُتمت الفقرات الفنية بعرض للموسيقي ميشال فاضل بمقطوعاته الحيّة التي لاقت تفاعلاً كبيرًا.