الحزب سيرضخ ل الواقعية السياسية في نهاية المطاف

نوفمبر 14, 2025 - 14:58
 0
الحزب سيرضخ ل الواقعية السياسية في نهاية المطاف

كتب محمد جابر:

 تجزم اوساط مقربة  من الحزب لموقع good press بأن مايجري خلف الكواليس هو غيره ما نراه في الحقيقة، بحيث ان هناك طبخة ما يتم تحضيرها للوصول الى نقطة الحل، بمنطق التخفيف من الأضرار قدر الإمكان.

وترى الأوساط انه ثمة قناعة عند القسم الاكبر من "الحزب" بأن الزمن لن يعود الى الوراء، وبالتحديد الى ما قبل ٨تشرين الاول ٢٠٢٣، وبالتالي فأن الحزب بات جاهزا للتحول باتجاه جديد يحاكي المرحلة الجديدة، ولكن الامر يحتاج الى مراعاة البيئة الحزبية التي يصعب عليها تقبل تداعيات ما حصل دفعة واحدة، وهي تحتاج الى المزيد من الوقت.

وتعترف الأوساط بوجود عدة اراء وتوجهات داخل الحزب، فمنهم من يقر بأنه ثمة هزيمة حصلت ويجب الإقرار بأن هناك ثمن يجب ان يدفع، وهناك طرف اخر يعتبر ان الحزب خسر جولة ضمن حرب مفتوحة، وعليه عدم الاستسلام وانتظار تطورات إقليمية قد تغير في المشهد، ويراهن هؤلاء على ان أميركا التي تدعم اسرائيل لن تستمر الى ما لا نهاية، اضافة الوضع الاسرائيلي المأزوم، وبالتالي يجب التحمل قدر المستطاع، وهناك راي ثالث وهو الاكثر تطرفا ويشكل الأقلية داخل الحزب، وهو يدعو الى الرد على الاعتداءات حتى لو استدعى الامر الوصول الى حرب مفتوحة لا نهاية لها، وإلى مشهد في لبنان يشبه غزة.

وفي سباق بين الحرب والمفاوضات، يبدو الحزب امام خيارات احلاها مر، ففي الاروقة الداخلية للحزب الذي كان الاقوى في لبنان، ثمة من يعتبر ان البقاء على قيد الحياة يوازي الانجاز، بعد انتهاء زمن الانتصارات.

إيديولوجية الحزب التي احدثتها فكرة المواجهة والحرب وضرورة وجود عدو، تبدو اليوم غير قابلة للحياة، فلم يعد يوجد اكثرية في لبنان مستعدة للحرب مهما كان الثمن، كما ان المزاج الشيعي لم يعد كمان كان في ذاك الزمن الذي كان الحزب باستطاعته احداث توازن رعب مع اسرائيل، اضافة الى الوضع الصعب للحزب بعد انتقال سوريا من محور الى محور، وشبه هزيمة لحماس في غزة، وتراجع الكبير لايران والتي باتت لا تريد حرب، وتقبل بتسوية شرط ان تحفظ ماء وجهها.

امام هذه المعطيات والمؤشرات، لم يعد امام الحزب سوى الوصول وتحت شعار الواقعية السياسية الى تسوية ما، وسيحاول الحزب وفي لحظة الوصول الى "حافة الهاوية" في الصراع مع اسرائيل ان يقبل بتسوية ما، يتخلى من خلالها عن سلاحه شرط الحصول على مكاسب ما.

خلف الكواليس يرسم الواقع الجديد، وتحاك سجادة الحلول، ومن الان وحتى نضوجها لا استبعاد لتبادل النار حتى لحظة تصاعد الدخان الابيض، وكما يقول المثل "يا خبر اليوم بمصاري بوكرا ببلاش".