“امتعاض” في بعبدا: مصلحة “إسرائيل” أولوية عند الأميركيين!
كتب غاصب المختار في "الجريدة":
تتزاحم الملفات الكبيرة والصغيرة أمام العهد منذ انتخاب الرئيس جوزاف عون قبل نحو عشرة اشهر، بحيث لم يمر يوم أو أسبوع من دون حصول إرباكات ومشكلات سياسية وإدارية، عدا يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان، وترتيب العلاقة مع سوريا، بالتوازي مع ترتيبها مع الدول العربية التي تركت لبنان يعاني منفرداً ويلات الحروب والأزمات الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية.
وينقل زوار الرئيس عون، لموقع “الجريدة”، عنه أنه “يتابع كل هذه الملفات يومياً مع المعنيين، لا سيما الاعتداءات الإسرائيلية على مناطق لبنان في الجنوب والبقاع، وقبلها على الضاحية الجنوبية، إضافة إلى موضوع التفاوض غير المباشرمع كيان الاحتلال، عبر تواصله اليومي مع لجنة الإشراف الخماسية على وقف إطلاق النار، وبالتواصل مع مستشارتها السياسية مورغان أورتاغوس التي طلبت انتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، والذي يفترض أن يصل إلى بيروت بين 14 و16 الشهر الحالي، بحسب المصادر، لأنه سيتولى نقل المواقف والتوجهات الأميركية إلى لبنان حول كل المواضيع، لا سيما كيفية معالجة الاعتداءات الاسرائيلية وتفاصيل الاقتراح الأميركي حول التفاوض”.
وفي هذا السياق، يقول زوار بعبدا إن الرئيس عون يتلقى يومياً تقارير الجيش اللبناني عن الاعتداءات الاسرائيلية، وعن سير عمليات الجيش في الجنوب وما يعرقل استكمال انتشاره ويمنعه من الوصول إلى أماكن البنى العسكرية الملطلوب إقفالها، ويتواصل بناء عليها مع لجنة الإشراف، وسط تعويل على الأميركي للضغط على “إسرائيل”، لكن تبيّن أن “طلبات لبنان ليست أولى وأبدى عند الأميركيين من مصلحة إسرائيل”.
وعلى هذا، تقول مصادر رسمية لموقع “الجريدة” إن لبنان “سيبقى معلّقاً بين حالة اللاحرب الواسعة، واللا استقرار، على الأقل حتى نهاية الشهر الحالي”، بحسب ما تروّج وسائل الإعلام العبرية بأنها “مهلة باتت محددة للبنان لإنهاء جمع سلاح حزب الله في كل الجنوب، وإلا فإن إسرائيل ستتصرف”، بينما تتحدث مصادرأخرى عن مهلة حتى نهاية العام لإنهاء خطة الجيش اللبناني.
في كل الأحوال، لا يحتاج العدو الاسرائيلي إلى مُهَل، فهو يواصل عدوانه على لبنان منذ لحظة توقيع اتفاق انهاء الأعمال العدائية قبل سنة تقريباً، ولم يتدخل المشرف الأميركي المباشر على لجنة “الميكانيزم” لوقف العدوان، بل إنه يرى أن “إسرائيل تقوم بما يجب أن تقوم به لحماية أمنها، من دون أي اعتبار لأمن لبنان، وقد فضح جيش الاحتلال يوم الخميس، مشاركة أميركا بالعدوان بالقول إن عملياته في لبنان تتم بمعرفة الجانب الأميركي عبر غرفة العمليات المقامة في الشمال”.
ومع ذلك لم ييأس الرئيس عون من محاولات دفع الأميركي إلى التدخل، وذهب معه إلى الموافقة على التفاوض لوقف الاعتداءات، لكنه يؤكد لزواره أن تفاصيل المفاوضات لا زالت غامضة من حيث الشكل والعناوين والشروط، بإنتظار وصول السفير الأميركي ميشال عيسى. فهل يحمل عيسى التفاصيل؟
وبإنتظار السفير الأميركي، سيبقى لبنان تحت ضغط الإرهاب الإسرائيلي، والضغط السياسي والاقتصادي الأميركي.


