هدف ممداني في نيويورك الفوقا والتحتا داخل مرمى ترامب
كتب محمد جابر:
لاني تربيت ب البسطا الفوقا، يعني اللي فوق التحتا، بالغالب كنت اشاهد شباب في المنطقة يتميزون في البسطاتين، ويسيطرون على الاجواء، وفي نيويورك مدينة الامم المتحدة، أطل العمدة بكثير من الثقة، في تلك الدولة التي ترسم تاريخ البشر والمنطقة، ليقول لاعظم رئيس في العالم "نحن هنا" في نيويورك لا فرق بين الفوقا والتحتا.
فعلا كم انت عظيمة يا اميركا، فيك ترامب بما يمثل، وعلى من يمثل، وفيك ممداني ذاك الشاب الذي تحدى ووصل، فترجمت ديمقراطية الصناديق بشكل سلس، ومن اختاره الناس يصل.
في أميركا حيث تدار سياسات مستقبلنا الات لمئات الأعوام ان لم نقل الالاف، يوجد اميركيون يمثلون "الاخر" بالنسبة لترامب، احلامهم تشبه أحلامنا وواقعهم يشبه واقعنا، ثمة شبه بين البسطا بفوقها وتحتها وبين نيويورك بفوقها وتحتها ايضا، ففي الجانبين يوجد من تقمص شخصية ترامب، ومن انتابته احلام الممداني، تختلف الشوارع والمباني الشاهقة واللغة، والدخل الفردي وطرق المعيشةولكن البعد الانساني للانسان هو واحد، انهم بشر يتاثرون بالواقع والمشهد بنفس الطريقة وان اختلفت الشخصيات.
الممداني نموذج للتغيير في العالم، فرغم ان أميركا "ماتركت محب لها في العالم"، الا انها قدمت نموذج ترفع له القبعة على صعيد المجتمع الديمقراطي، ومع ممداني تعطينا امل بأن العالم ممكن ان يتنفس، وبأن القدر الترامبي ليس حتميا رغم ان ترامب يقدم نفسه كرجل سلام للعالم،ولكنه يخطىء في التنفيذ.
الممداني يقدم نموذج لأميركا مختلفة ستثلج صدورنا جميعا، قد يعطينا يوما فكرة السلام الحقيقي، القائمة على مبدأ العدالة للشعوب، لا السلام الذي يفرضه القوي على الضعيف حتى لو كان بعيدا عن الحق.
البسطا التحتا والفوقا بما تمثله من نموذج، تنتظر الدخان الابيض الممداني من نيويورك، تنتظر وهي التي اكتوت بنار الكيل بمكيالين، ان تكون أميركا حاكمة العالم عادلة وتقف على مسافة واحدة بين الجميع.
اليوم عمدة مختلف من خارج الطبقة التقليدية، وغدا قد يصل الى البيت الابيض رجل مختلفة، قد يغير العالم ويقلب المعادلات، لان كل ما يجري في العالم سببه قرار اميركي، وعندما يتغير صانع القرار سيتغير العالم.


