ذاكرة بيت تُتوَّج بغونكور: لوران موفينييه يعيد كتابة قرنٍ من فرنسا عبر صمت العائلة
نال الكاتب الفرنسي لوران موفينييه أرفع تكريم أدبي في فرنسا بعد فوزه بجائزة غونكور عن روايته الجديدة "البيت الفارغ" (La Maison Vide)، التي تمتد على 750 صفحة وتغوص في ذاكرة عائلية تمتد لأكثر من مئة عام.
وعبر موفينييه، البالغ 58 عامًا، عن امتنانه لهذا التتويج قائلاً: "أنا في غاية السعادة… إنها مكافأة كبيرة لرواية وُلدت من طفولتي وتتشابك مع حكايات أجيال عدّة".
ذاكرة عائلة تُلخّص قصة فرنسا
تحوّل موفينييه البيت في روايته من مجرد مكان إلى أرشيف عاطفي وتاريخي حي، يتردد فيه صدى الحروب الكبرى والتحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها فرنسا عبر القرن العشرين.
ولا تقتصر الرواية على سرد زمني تقليدي، بل تعتمد حركة دائرية بين الأزمنة، حيث يحاول الأحفاد قراءة صمت أجدادهم، واكتشاف ما أخفته السنوات من أسرار ووجع وحنين. بذلك يصبح الصمت لغةً، والغياب حضورًا كثيفًا يظلّل الذاكرة الجماعية.
تتويج لمرحلة نضج أدبي
وهذه الرواية تُعد تتويجًا لمسار موفينييه الذي اعتاد استكشاف أثر الصدمات الجماعية والتاريخية على تفاصيل الحياة اليومية. ومع "البيت الفارغ"، يبلغ مشروعه الأدبي مرحلة نضج جديدة، إذ يقدم العائلة باعتبارها مرآة للمجتمع الفرنسي وساحة تتصارع فيها روايات الماضي والحاضر.
رواية "البيت الفارغ" ليست فقط قصة عائلة، بل شهادة على ذاكرة وطن كامل، تُكتب بنَفَس طويل وتأملٍ عميق في معنى الزمن والانتماء.


