"حُمّى Shein" في لبنان: أزياء رخيصة… وفواتير صادمة عند الباب!
تحقيق: هناء بلال
يشهد حضور منصة Shein في لبنان توسعاً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، بعدما أصبحت واحدة من أبرز وجهات التسوّق الإلكتروني للفتيات والشباب، رغم غياب وجود رسمي مباشر للشركة في السوق اللبناني.
تعتمد المنصة في شحن منتجاتها على مراكز توزيع إقليمية أبرزها دبي، ما يجعل الطلبات تصل إلى لبنان خلال فترة تتراوح بين عشرة وعشرين يومًا، سواء عبر التطبيق مباشرة أو باستخدام وسطاء محليين يوفرون خدمة الدفع والتوصيل مقابل عمولة محددة.
وبحسب تقديرات تداولتها منصات إعلامية محلية، تصل قيمة الطلبات الآتية من لبنان عبر Shein إلى نحو مليوني دولار سنويًا، مع هيمنة واضحة للنساء على نسبة الشراء التي تتجاوز 70%. هذا الإقبال يعكس حاجة السوق المحلي لخيارات واسعة بأسعار منخفضة في ظل الانهيار الاقتصادي، لكنه في الوقت نفسه يُظهر حجم التأثير الذي تفرضه المنصة على المتاجر التقليدية التي تجد نفسها أمام منافسة شرسة لا تستطيع غالباً مجاراتها.
تحدثنا إلى الوسيطة الخاصة بشركة SHEIN في بيروت، الآنسة هبة نجا، التي شرحت لنا تفاصيل العملية اللوجستية والتحديات التي تواجهها.
أشارت نجا إلى أن أبرز الصعوبات الحالية تتعلق بمرحلة تخليص البضائع، حيث كانت العملية سابقاً تستغرق من يوم إلى ثلاثة أيام، لكنها الآن تمتد لتصل إلى سبعة أيام كحد أقصى وثلاثة أيام كحد أدنى. ورغم طول المدة، ترى نجا أن هذا الإجراء يضمن وجود عملية رقابة فعّالة على البضائع.
أما بالنسبة لآلية الطلب، فقد أوضحت نجا أنه في البداية يتم إنشاء حساب مشترك على منصة SHEIN مصحوباً ببطاقة Visa Card لتفعيل عملية الدفع عبر الإنترنت. وتختلف طريقة الدفع بحسب البلد الذي يتم الطلب منه، سواء السعودية أو الإمارات (دبي). بعد ذلك، يتم التواصل مع الزبون لإضافة مشترياته إلى السلة، ويتم احتساب السعر دون رسوم جمركية حتى الآن، ثم يتم إرسال الطلب والدفع.
تستغرق هذه المرحلة عادةً ما بين أسبوع إلى أسبوعين، حسب سرعة تجهيز الشركة للطلبيات وشحنها. بعد وصول البضائع إلى مطار بيروت، تمر بمرحلة مراقبة الجمارك ومكاتب الشحن قبل أن تصل إلى المكتب المحلي، حيث يتم فرز البضائع حسب طلبات الزبائن.
وعن خيارات التسليم، توضح نجا أن الزبون يملك حرية اختيار الاستلام باليد أو عبر خدمة الدليفري، مع التأكيد على أن الدفع يتم مسبقاً لضمان مصداقية العملية وسلاستها.
ورغم سهولة الشراء، تبقى مسألة الجمارك من أكثر النقاط إرباكًا للمستهلك اللبناني،هذا ما اشارت اليه منال الرمال اذ اضطرت ان تدفع رسومًا إضافية عند الاستلام قد تصل إلى 20 أو 30% من قيمة الطلب، وهو ما يحوّل “الصفقة الرخيصة” إلى كلفة أعلى مما يبدو على التطبيق.
وفي محاولتها للطلب بنفسها من دون وسيط اكتشفت انها دفعت رسوما جمركية تجاوزت قيمة الخصومات التي حصلت عليها عبر الموقع .
تُظهر آراء المستخدمين على فيسبوك أنّ الجمارك تشكّل أكثر ما يُربك المتسوقين عند التعامل مع Shein في لبنان، إذ تُحتسب الرسوم غالبًا بنسبة تتراوح بين 20 و30% من قيمة الطلب، وقد تزيد أو تنقص بحسب الوزن وطبيعة المنتجات.
وتروي منال أنها دفعت نحو 34 دولارًا جمركًا على طلبية قيمتها 146 دولارًا فقط، أي ما يقارب 24% فوق السعر الأصلي. ويتكرر هذا السيناريو لدى كثيرين، حيث يفاجأ البعض عند الاستلام برسوم غير متوقعة، سواء كانت جمركية مباشرة أو ما تُعرف برسوم "المعالجة" التي تفرضها شركات الشحن، ما يرفع الكلفة النهائية بشكل قد لا يظهر بوضوح عند إتمام الطلب عبر التطبيق.
في المحصلة، تمثل Shein بالنسبة للمستهلك اللبناني خيارًا جذابًا يوفر تنوعًا واسعًا وسعرًا مقبولًا في زمن الانهيار، لكنها في الوقت نفسه تعكس واقعاً اقتصادياً هشّاً، وتطرح أسئلة حول مستقبل قطاع الأزياء المحلي، ودور الدولة في تنظيم التجارة الإلكترونية وحماية المستهلك. ويبقى على المتسوق أن يوازن بين الإغراءات الرقمية والتنبه للمخاطر الخفية، سواء المرتبطة بالجمرك أو الجودة أو تذبذب الأسعار.


