العاصمة الصومالية تنتخب بلديتها
توجّه ناخبو العاصمة الصومالية مقديشو، إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات بلدية تُعد محطة مفصلية في المسار السياسي للبلاد، وتمهيداً لأول انتخابات وطنية مباشرة منذ أكثر من نصف قرن.
وتأتي هذه الانتخابات في بلد اعتمد منذ عام 2004 نظام الاقتراع غير المباشر، عقب سنوات طويلة من الحرب الأهلية، بهدف إدارة التوازنات القبلية، إلا أن هذا النظام ظل موضع انتقاد داخلي واسع بسبب ما يُنسب إليه من تكريس للنفوذ السياسي وفتح المجال أمام الفساد.
وبموجب الآلية المعتمدة حالياً، تختار القبائل ممثلي البرلمان، الذي ينتخب بدوره رئيس الجمهورية، فيما يُعيَّن رئيس بلدية مقديشو بقرار رئاسي. غير أن الانتخابات البلدية الجارية تُعتبر اختباراً عملياً للانتقال نحو التصويت المباشر، لا سيما في مدينة تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة، وشهدت تحسناً أمنياً نسبياً رغم استمرار هجمات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأعلنت لجنة الانتخابات الوطنية أن أكثر من 1600 مرشح يتنافسون على 390 مقعداً في المجالس المحلية للعاصمة، على أن يتولى الأعضاء المنتخبون لاحقاً اختيار رئيس البلدية.
واعتبر عضو اللجنة عبد الشكور أبيب حير أن هذه الخطوة تعكس تقدّم الصومال على طريق الاستقرار السياسي وبناء مؤسسات الدولة، مؤكداً أن الانتخابات المحلية تمهّد لتنظيم اقتراع مباشر في مختلف أنحاء البلاد.
وكان قانون أُقر عام 2024 قد أعاد العمل بحق الاقتراع العام، تمهيداً للانتخابات الاتحادية المرتقبة، إلا أن اتفاقاً سياسياً جرى التوصل إليه في أغسطس الماضي أبقى على انتخاب الرئيس عبر البرلمان، مقابل اعتماد الانتخاب المباشر للنواب ابتداءً من عام 2026.
وفي المقابل، أعربت قوى معارضة عن مخاوفها من أن يخدم هذا المسار فرص إعادة انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود، كما شككت بقدرة البلاد على تنظيم انتخابات شاملة في ظل استمرار التحديات الأمنية وسيطرة حركة الشباب على مساحات واسعة من المناطق الريفية.


