إدخال سفيرين الى "الميكانيزم" يحرج الحزب... واسرائيل لا تكتفي بتفتيش المنازل
تحليل سياسي يسلّط الضوء على تصاعد الضغوط الإسرائيلية على لبنان، ودور المفاوضات الأمنية في الناقورة، وانعكاسات عمل لجنة «الميكانيزم» على الأرض، في ظل الجدل حول سلاح حزب الله، وتوسيع الوفد اللبناني، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ومحاولات فرض وقائع أمنية واقتصادية جديدة على الجنوب اللبناني.
كتب رضوان عقيل في "النهار":
لم يبق امام لبنان الا الرهان على عاملي الوقت والاتصالات الديبلوماسية اذا كانت ستؤدي الى منع اسرائيل من قيامها بحرب كبرى وتنفيذ تهديداتها المتواصلة. على وقع التصريحات الاسرائيلية والرد عليها في خطاب الشيخ نعيم قاسم، يعمل الطرفان على رفع سقفي شروطهما وعدم التنازل عنها، الامر الذي سيزيد سخونة المشهد. وفي انتظار ما سيخلص اليه الاجتماع الثاني للجنة "الميكانيزم" في 19 الجاري وما سيحمله اللقاء المنتظر بين بنيامين نتنياهو والرئيس الاميركي دونالد ترامب، وبعد مشاركة رئيسي الوفد اللبناني السفير سيمون كرم والاسرائيلي اوري رازنيك سيدخل الطرفان في بحث اعمق في جملة من القضايا الامنية العالقة، ولا سيما ان الجيش اللبناني اعلن استعداده للانتهاء من جمع سلاح الحزب في جنوب الليطاني حيث يعمل عناصر فوج الهندسة كل يوم وبمتابعة مباشرة من العماد رودولف هيكل.
وبالعودة الى الوفد اللبناني يجري الحديث عن تطعيمه بسفيرين شيعي وسني بحسب ما تبين في الاسبوع الفائت. ويجري تداول اسم سفير شيعي من البقاع ولم تحسم بعد هوية زميله السني. وفي حال تعيينهما رسميا تحت مظلة كرم سيؤدي هذا الامر الى احراج "حزب الله" اكثر حيال عملية التفاوض الجارية وسيستمر في اعتراضه على اشراك اي من المدنيين واذا تحقق هذا التطور بتوسعة الوفدين يكونان قد دخلا في مفاوضات سياسية جدية وبالمباشر رغم كل التحفظ والاعتراض عليها من الحزب.
ويلعب عامل القوة العسكرية دورا في اسقاط هذا المعطى على طاولة المفاوضات في الناقورة لمصلحة لسرائيل رغم ان اشراك لبنان في هذه العملية لم يؤد الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية مع ملاحظة تشديد السفير الاميركي ميشال عيسى وتمييزه بين السير في هذه المفاوضات وتشجيع واشنطن لها و "حفظ حق" تل أبيب في استمرارها بتنفيذ ضرباتها العسكرية وعدم التراجع عنها مع التوقف عند خطورة توجه اسرائيل الى عدم الاكتفاء بالتفاوض في ملف الامن والسلاح بل تسارع الى الغوص في الشق الاقتصادي الامر الذي يحرج لبنان اكثر.
وتتعرض "الميكانيزم" لأكثر من هزة وهذا ما حصل في يانوح حيث لم تقتنع اسرائيل بما قدمه الجيش عن المنزل المقصود في البلد بعدما فتشه مرتين ولم تصدق اسرائيل بكل ما تم على غرار ما فعلته في الضاحية الجنوبية واقدمت بالفعل على تدمير المباني التي حددتها ومن دون الاصغاء ولا الركون الى كل ما قدمته " الميكانيزم" لها من تقارير. ويرى مراقبون هنا ان اسرائيل تجبر لبنان على قيام الجيش بتفتيش كل المنازل وهي تقول انها تحوي اسلحة مخزنة تعود للحزب وسيلجأ الى استعمالها عند وقوع مواجهة جديدة.
وكان ومن الملاحظ ان الجيش لم يكن متحمسا لتفتيش المنازل وهذا ما أورده في "الميكانيزم" ، الا ان اصحاب البيوت المستهدفة باتوا لا يعترضون على تفتيشها بغية تجنيبها التدمير وهذا ما حصل في بيت ليف على سبيل المثال حيث توجد مشكلة بين الاهالي والجيش.
ويبدو ان الاسرائيليين يريدون تحقيق امرين من هذه الانذارات وهي حسم مسألة تدمير كل المنازل والاماكن التي يشكون فيها زائد خلق حالة من الفوضى في هذه القرى وزرع الشقاق بين الجيش والاهالي واحراج "حزب الله" وتحميله مسؤولية عرقلة تسليمه سلاحه والكشف على مخازنه.


