هل يحتاج نجاح المرأة إلى دعم الرجل… أم أن القوة الذاتية وحدها تكفي؟

يستعرض التحقيق العلاقة بين نجاح المرأة ودعم الرجل، موضحًا كيف تتقاطع المقومات الذاتية للمرأة مع المساندة النفسية والاجتماعية من الشريك. يكشف الخبراء أن النجاح يبدأ من الداخل لكنه يزدهر بدعم الزوج الذي يمنح المرأة توازنًا أكبر بين العمل والأسرة ويعزز ثقتها بنفسها وفقًا لدراسات حديثة.

ديسمبر 9, 2025 - 11:03
 0
هل يحتاج نجاح المرأة إلى دعم الرجل… أم أن القوة الذاتية وحدها تكفي؟

 

على الرغم من أن النجاح يبدأ عادةً من الداخل عبر الإرادة والمقومات الشخصية، فإن شريحة واسعة من النساء ما زالت تؤمن بأن دور الرجل زوجًا كان أو أبًا أو شريكًا يمثل ركيزة أساسية في مسيرتها المهنية والأسرية. وفي المقابل، تلجأ بعض النساء عند التعثر إلى تحميل الرجل جزءًا من مسؤولية فشلها، معتبرة أنه “العامل الحاسم” الذي قد يعيق طموحاتها أو يوجهها نحو خيارات لا ترغب بها.
فإلى أي حدّ يمكن اعتبار دعم الرجل عنصرًا جوهريًا في نجاح المرأة؟ وهل يكفي الدعم وحده لتحقيق التميز؟

الكاريزما والبدايات من الداخل

تبدأ د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع، من نقطة جوهرية: النجاح الحقيقي للمرأة لا بد أن ينبع من ذاتها. فبحسب قولها، تحتاج المرأة إلى مقومات شخصية فطرية مثل الكاريزما، والقدرة على القيادة، والمرونة في التعامل مع مجتمعها وأسرتها، قبل أي دعم خارجي.

وتؤكد يسري أن وجود بيئة داعمة وفي مقدمتها الزوج لا يلغي استقلالية المرأة وقدرتها على النجاح وحدها، ولكن “الدعم يجعلها تزدهر بصورة أكبر، ويخفّف عنها معارك مزدوجة تخوضها داخل المنزل وخارجه”.
وتشير إلى أن تجارب النساء اللواتي خضن الحياة منفردات سواء بسبب الانفصال أو الترمل تقدم نموذجًا واضحًا على قدرة المرأة على البناء الذاتي، إذ غالبًا ما تكون التجارب القاسية حافزًا لبلوغ مستويات أعلى من القوة.

الدعم النفسي… كلمة تغيّر الواقع

ان الطبيعة النفسية للمرأة تجعل الدعم العاطفي عاملًا مؤثرًا في مسار نجاحها. فهي “كائن سماعي” يحتاج إلى كلمات إيجابية تُشعره بالتقدير والثقة وتنعكس على أدائه في العمل والحياة.

وفي دراسة  لجامعة هارفارد تفيد بأن 79% من النساء يعتبرن دعم الزوج عنصرًا أساسيًا في تحقيق التوازن بين العمل والمسؤوليات المنزلية، ما يعزز فرص النجاح في المجالين المهني والأسري على حدّ سواء.

وتحذر من التأثير المدمر للكلمات السلبية المتكررة داخل العلاقة الزوجية، والتي قد تهدم ثقة المرأة بذاتها حتى وإن ظهرت قوية من الخارج. فعبارات مثل “أنتِ فاشلة”، “أنتِ غير جميلة”، “أنتِ مزعجة” تترك أثرًا مستمرًا يدفع المرأة للتشكيك في قيمتها، وربما البحث عن دعم خارجي لتعويض ما فقدته داخل البيت.

ختاما تكشف الآراء المتقاطعة أن نجاح المرأة ليس معادلة ذات عنصر واحد.
فهو يبدأ من الإيمان الذاتي، ويُبنى على مقومات شخصية، ويتعزز بشكل ملحوظ عبر الدعم العاطفي والعملي من الرجل، الذي يمنح المرأة مساحة آمنة للتقدم دون صراع دائم بين الأدوار.

وبين تجارب نساء نجحن وحدهن، وأخريات ازدهرن في ظل شريك مساند، يتضح أن الدعم ليس شرطًا للنجاح… ولكنه بالتأكيد قوة مضاعِفة لمسيرة المرأة في البيت والعمل والمجتمع.