اسد لبنان...واسد سوريا
كتب محمد جابر:
في ذكرى مرور عام على سقوط نظام بشار الاسد، والذي له ما له وعليه ما عليه، بدا الشارع اللبناني، وكأن المدعو بشار الاسد كان رئيسا للبنان وليس رئيسا لسوريا، بحيث تحول المشهد الى اشبه بتراجيديا لبنانية، او مسلسل لبناني سوريا، كما يحصل في الدراما المشتركة التي نشاهدها في رمضان.
الشارع في لبنان لم يكن طبيعيا في ذكرى سقوط الاسد، واؤلئك الذين كانوا يعيبون على الاخر انه إيراني اكثر منه لبناني، بدوا هم سوريون اكثر من ابناء سوريا، فاثبتوا ان كل اللبنانيين ولائهم للخارج قبل وطنهم، وانه لا سياديون في لبنان، الا بالشعرات وكلام المنابر، خصوصا بعد مشاركة الاف اللبنانيين في التحركات ومعهم الاف السوريين والذين من سخرية القدر بدوا وكانهم ابناء البلد.
لا احد ينكر ان معظم جمهور الممانعة ولائه لايران اكثر منه للبنان، واننا بسببهم ندفع الأثمان الغالية وهذا متفق عليه، ونحن نعلم كل ذلك، ولكن تأكدنا بما لا يدعو مجالا للشك ان خصومهم ليسوا افضل حالا، ففي ذكرى سقوط الاسد ذاب الثلج وبانى المرج، وبدت بيروت وكأنها دمشق، وطرابلس كانها ادلب وصيدا كانها حلب.
قد يقول قائل ان نظام الاسد له بصمات في لبنان، وقام بافعال كثيرة بحق سياسيين ومواطنين لبنانيبن، وهذا امر منطقي خصوصا بعد سقوط بشار الاسد الاخلاقي بعد التسريب الاخير الذي قدم لنا الوجه الحقيقي لذاك الدكتاتور الخائب، ولكن كل ذلك لا يبرر مشهد الامس في لبنان، ففي بلد مشاكله لا تعد ولا تحصى ليس من المنطق ان يتحول بوقا للخارج، وان يتدخل بتفاصيل مرتبطة ببلد أخر ويترك كل مشاكله وهمومه واحزانه، وبمشاركة سوريين مقيمين في هذا البلد.
لقد اكتشفنا في الامس انه كان لسوريا اسدها وللبنان اسده، ومن يدري قد نكتشف بعد حين ان لسوريا شرعها وللبنان شرعه، وكان الله في عون لبنان وسوريا.


