وجع خلف الشاشة… حكايات مراهقين مع التنمّر الإلكتروني

يُسلّط التحقيق الضوء على التنمّر الإلكتروني وتأثيره الطويل على الأطفال والمراهقين، من خلال قصص واقعية ومواقف يومية. يشرح كيف يحوّل تعليق ساخر حياة شاب إلى عزلة، ولماذا يصبح الصمت أخطر ما في التجربة. كما يقدّم خطوات بسيطة للأهل والمدرسة لمواجهة التنمّر وحماية المراهق قبل أن ينهار بصمت.

ديسمبر 5, 2025 - 09:25
ديسمبر 5, 2025 - 19:46
 0
وجع خلف الشاشة… حكايات مراهقين مع التنمّر الإلكتروني

على شاشة الهاتف، قد يبدو كل شيء بسيطاً: تعليق ساخر، صورة معدّلة، أو فيديو ينتشر بسرعة. لكن خلف الشاشة، هناك قلب مراهق ينبض بقلق، ودمعة محبوسة، وغرفة صارت أشبه بمخبأ لا مكاناً للراحة.

التنمّر الإلكتروني لم يعد مجرّد سلوك عابر، بل واقع يعيشه العديد من الأطفال والمراهقين… أحياناً بصمت مؤذٍ.

بدأت بمزحة… وانتهت بالعزلة”

كريم (15 عاماً) يروي أنّ قصته بدأت بصورة نشرها أحد زملائه “للمرح”قائلا

"ضحكتُ في البداية. لكن حين تحوّلت الصورة إلى مادة ساخرة يتداولها الجميع، لم يعد الأمر مضحكاً. لم أعد أخرج إلى الملعب، وبات النوم صعباً."

قصة كريم ليست استثناءً. ثوانٍ قليلة على الهاتف قادرة على تحويل حياة مراهق بالكامل، خصوصاً حين يشعر أنّ الضحكات والتعليقات تتكاثر، وكأنّ العالم كلّه ضده.

لينا (13 عاماً) لم تكن تعرف لمن تلجأ.

تقول:

"وضعوا صوراً لي مع تعليقات جارحة. خفت أن أخبر أهلي كي لا يظنّوا أنني ارتكبت خطأ. ففضّلت الصمت."

مثل لينا، كثيرون ينسحبون تدريجياً من حياتهم اليومية يتوقفون عن الرد على 

 أصدقائهم،يتراجع مستواهم الدراسي 

وتزداد نوبات الغضب أو البكاء من دون سبب واضح.

كل هذا… لأن تعليقاً واحداً صار أكبر من قدرتهم على الاحتمال.

لماذا يتنمّر البعض؟

الأسباب ليست دائماً “شرّاً متعمّداً”. أحياناً تكون:

محاولة للفت الانتباه،

هروباً من ضعف أو أذى يعيشه المتنمّر نفسه،

أو ظناً بأن الأمر “مجرد مزاح”.

وأحياناً يمنح العالم الرقمي شعوراً زائفاً بالقوة، فيظنّ المراهق أنّ لا أحد يراه.

التنمّر الإلكتروني أقسى من الواقعي

لأنه لا ينتهي بإقفال باب البيت، ولا بالابتعاد عن المدرسة…

إنه يرافق الطفل إلى هاتفه، وسريره، وسكون الليل.

الضحايا يصفون التجربة بوضوح:

كل إشعار يوجع.. 

وكل مشاركة تزيد الخوف... 

وكل دقيقة تمرّ، يشعرون معها بأن عدد الساخرين يزداد.

لذلك ليس غريباً أن يفقد المراهق ثقته بنفسه، أو ينسحب اجتماعياً، أو تتدهور علاماته الدراسية. وبعضهم يصل إلى مراحل مؤذية نفسياً.

كيف نواجه التنمّر؟…

 الخطوة الأولى: ألا نصمت

دور الأهل

ليس المطلوب رقابة صارمة، بل مساحة آمنة للحوار.

على الأهل أن يسألوا: "ماذا يزعجك؟ ماذا حدث اليوم؟"

لا أن يكتفوا بعبارات مثل: "تجاهل الأمر".

المراهق يحتاج إلى احتواء لا إلى حكم

دور المدرسة

المطلوب فريق مدرسي مدرَّب يصغي إلى الطالب بجدية، ويأخذ شكواه كقضية حقيقية.

الطالب يجب أن يرى إجراءً واضحاً… لا نصائح عابرة.

وللمراهقين أنفسهم

وأنت؟؟  إذا كنت تتعرّض للتنمّر:

أخبر شخصاً تثق به،

احتفظ بالأدلة،

وابتعد عن المتنمّر… لا عن نفسك.

وتذكّر دائماً: المشكلة ليست فيك