صوت هند رجب يصدح في الدوحة: افتتاح مؤثّر يوقف القاعة احترامًا

افتتح مهرجان الدوحة السينمائي 2025 بفيلم صوت هند رجب للمخرجة كوثر بن هنية في عرض مؤثر هزّ القاعة، خاصة مع الكلمة المؤلمة لوالدة هند التي أثارت وقوفًا وتصفيقًا حارًا. فيلم إنساني بارز يواصل نجاحه العالمي من فينيسيا إلى الدوحة

نوفمبر 21, 2025 - 14:02
نوفمبر 21, 2025 - 14:04
 0
صوت هند رجب يصدح في الدوحة: افتتاح مؤثّر يوقف القاعة احترامًا

 انطلقت فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي 2025 هذا العام بطابع استثنائي، بعدما اختار المهرجان افتتاح دورته بفيلم "صوت هند رجب – The Voice of Hind Rajab" للمخرجة التونسية الحائزة جوائز عالمية كوثر بن هنية. وقد شكّل الفيلم منذ اللحظة الأولى إعلانًا واضحًا عن أسبوع يحتفي بقوّة السرد الإنساني والتبادل الثقافي، ويمنح مساحة واسعة للحكايات التي تنبع من الألم وتتحوّل إلى فعل إبداعي وشهادة على الصمود.

وخلال العرض الافتتاحي، كانت اللحظة الأكثر تأثيرًا وصدى حين صعدت وسام حمادة، والدة الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب، إلى المسرح لتُلقي كلمة قصيرة لكنها كسرت قلوب الحاضرين. بصوت تختلط فيه القوة بالانكسار قالت: "بعتبر نفسي أقوى أم في العالم". وما إن نطقت الجملة حتى وقفت القاعة كاملة احترامًا لها، في مشهد غلبت عليه الدموع، ليصبح حضورها امتدادًا مباشرًا لروح الفيلم الذي يوثّق مأساة الطفولة المفقودة ويحوّلها إلى رسالة مقاومة ضد النسيان. وأكدت الأم في كلمتها أن صوت ابنتها لم يعد ملكًا للعائلة وحدها، بل مسؤولية إنسانية يتقاسمها كل من يشاهد الفيلم أو يسمع قصتها.

المخرجة كوثر بن هنية شاركت بدورها صورة تجمعها بوالدة هند عبر حسابها على إنستغرام، وكتبت تعليقًا مؤثرًا جاء فيه: "كان اليوم واحدًا من تلك اللحظات التي تبقى في الذاكرة إلى الأبد... بعد أكثر من عام من المكالمات الهاتفية، التقيت أخيرًا بوسام حمادة هنا في الدوحة؛ امرأة تفوق شجاعتها وكرامتها كل وصف." هذا اللقاء أضفى المزيد من العمق على عرض الافتتاح، وأكّد الانعكاس الإنساني العميق الذي يحمله الفيلم.

ويواصل اسم بن هنية حضوره الدولي هذا العام، إذ أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي عن مشاركتها ضمن سلسلة جلسات In Conversation التي تستضيف أبرز صانعي الأفلام، إلى جانب أسماء بارزة مثل أمير المصري، لبلبة، ويعقوب الفرحان، حيث يقدّم الجميع تجاربهم وقصصهم خلف الكواليس.

أما الفيلم نفسه، فقد بدأ رحلته العالمية من مهرجان فينيسيا السينمائي حيث حظي بعرضه الأول ونال تصفيقًا استثنائيًا دام 21 دقيقة، قبل أن يحصل على جائزة الأسد الفضي – لجنة التحكيم، ويُتوَّج لاحقًا بجائزة أفضل فيلم في مهرجان سان سيباستيان. واليوم، يعود الفيلم إلى الجمهور عبر منصة عربية مؤثرة مثل مهرجان الدوحة، ليؤكد مكانته كأحد أهم الأفلام الإنسانية لعام 2025، وليعيد إلى الواجهة صوت الطفلة هند رجب بوصفه رمزًا للأمل وسط العتمة، وفعلًا مقاومًا يتجاوز الحدود والسياقات.