هل يجب أن نكون أصدقاء لزملائنا في العمل؟
استكشف تحليل ستيفن فريدمان حول أهمية الصداقة في مكان العمل، وأنواع العلاقات المهنية، وكيف يمكن للروابط بين الزملاء تعزيز الإنتاجية والدعم النفسي في ظل بيئات العمل الحديثة.
في بداياتنا المهنية، قد لا نعطي علاقاتنا مع زملائنا أهمية كبيرة، ونعتبرها تفصيلًا ثانويًا في يوميات العمل. لكن مع مرور الوقت واكتساب الخبرة، يتبين أن وجود علاقات ودية أو حتى صداقات حقيقية في مكان العمل يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في جودة التجربة المهنية.
خلال سنوات طويلة من البحث والتعامل مع الموظفين والمديرين، ظهر اعتقاد شائع لدى الكثيرين:
ليس ضروريًا أن تكون صديقًا لزميلك في العمل.
لكن الحقيقة أن هذا الاعتقاد، رغم شيوعه، قد لا يكون مفيدًا دائمًا—خصوصًا عندما نعمل مع أشخاص نختلف معهم في الطباع أو الأسلوب.
أربعة مستويات لصداقات العمل
تشير الدراسات إلى أن نحو ثلث العاملين في أمريكا الشمالية لديهم "صديق مقرّب" في العمل. أما البقية فترتبط بدرجات مختلفة من العلاقات المهنية. ويمكن تقسيم هذه العلاقات إلى أربع فئات رئيسية:
أفضل صديق في العمل
علاقة عميقة قائمة على الثقة المتبادلة، والحديث الشخصي، والدعم المستمر.
صداقة قوية في مكان العمل
علاقة جيدة وموثوقة، لكنها لا تصل إلى مرتبة "الصديق المقرّب". غالبًا ما تستمر هذه الصداقة حتى لو غادر أحد الطرفين العمل.
علاقة ودّية ضمن ساعات العمل فقط
تواصل لطيف ولطيف، مشاركة قهوة أو غداء، لكنها لا تمتد غالبًا خارج المكتب.
زمالة مهنية بحتة
تبادل ابتسامات ومجاملات سريعة دون أي عمق عاطفي أو علاقة خارج إطار المهام.
لماذا نحتاج إلى الصداقة في العمل؟
تُظهر الأبحاث أن العلاقات الجيدة بين الزملاء تُسهم في:
تعزيز الإبداع والابتكار.
رفع الإحساس بالأمان النفسي داخل بيئة العمل.
زيادة التعاطف والتعاون.
ترسيخ القدرة على التكيّف والمسؤولية.
وقد أدرك علماء الإدارة منذ عقود أن الجانب الاجتماعي والعاطفي في العمل ليس رفاهية، بل عنصر أساسي في الأداء والإنتاجية.
لكن هذه العلاقات ليست سهلة دائمًا، فهي تحتاج إلى وقت، وثقة، واستعداد للمشاركة الوجدانية، وهو ما قد يشكّل عبئًا على بعض الأشخاص.
بعد الجائحة… أصبح الأمر أكثر أهمية
مع الانتشار الواسع للعمل عن بُعد والعمل الهجين، أصبحت الصداقات المهنية مصدرًا مهمًا للدعم النفسي والاجتماعي. فالعاملون الذين يمتلكون صديقًا حقيقيًا في العمل يشعرون بسعادة أكبر، وتحفيز أعلى، وقدرة أفضل على مواجهة الضغوط اليومية.
اذا الصداقة في مكان العمل ليست شرطًا… لكنها قيمة مضافة كبيرة.
أنت لست مضطرًا لأن تكون مقرّبًا من الجميع، لكن امتلاك علاقة جيدة وبسيطة مع من تعمل معهم، قد يجعل يومك المهني أكثر سلاسة وراحة وإنتاجية.


