ندوة تحوّلات حضور النساء العربيات في زمن الرقمنة وفوضى المعلومات

نوفمبر 13, 2025 - 15:59
 0
ندوة تحوّلات حضور النساء العربيات في زمن الرقمنة وفوضى المعلومات

 

نظّم "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – بيروت"، بالتعاون مع تجمع الباحثات اللبنانيات "باحثات"، ندوة ناقشت كتاب "النساء العربيات والمرجعيات في ظل الرقمنة وفوضى المعلومات"، الذي يضم 23 دراسة ومقالة تتناول تحوّلات حضور النساء في الفضاء الرقمي وتبدّل ممارساتهنّ ومرجعياتهن في ظل عالم افتراضي سريع التغيير. شارك في الندوة الدكاترة مارلين حيدر، غسان مراد، وجوسلين نادر، وأدارتها الدكتورة مود اسطفان، وذلك بحضور أكاديميين ومهتمين بالشأن البحثي والاجتماعي.

في مستهلّ اللقاء، شدّد مدير المركز الدكتور خالد زيادة على أهمية موضوع الكتاب في لحظة يطغى عليها التحول الرقمي، مشيرًا إلى أنّ التعاون بين المركز و"باحثات" ليس وليد اليوم، إذ "نجح التجمع عبر أكثر من عشرين عامًا في إصدار ما يزيد على 19 كتابًا"، مؤكدًا استمرار المركز في تعزيز شراكاته مع الهيئات والجمعيات الفكرية والثقافية، وبينها "الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع" و"الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية" و"حلقة الحوار الثقافي".

من جانبها، أوضحت الدكتورة مود اسطفان أنّ هذا الكتاب يُعدّ إحدى أبرز مبادرات "باحثات"، إذ يصدر التجمع كتابًا كل سنتين بإشراف لجنة علمية متنوعة التخصصات تشمل العلوم الاجتماعية والإنسانية والطب والهندسة، بما يسمح بمقاربة الموضوع بطريقة متعددة الزوايا والحقول المعرفية.

وقدّمت عميدة كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة مارلين حيدر المداخلة الأولى، معتبرة أن العمل "محاولة بحثية جماعية رصينة تستكشف موقع المرأة العربية في عالم رقمي متحوّل تحكمه الخوارزميات والمصالح الاقتصادية". ورأت أن السؤال المحوري يتصل بموقع النساء العربيات في إنتاج المعرفة والمرجعيات الجديدة التي تفرضها الرقمنة، لافتة إلى أن التكنولوجيا "قد تكون بابًا للتحرر كما قد تسهم في إعادة إنتاج الهيمنة التقليدية". وختمت بالتأكيد أن التحرر الرقمي "لا يكتمل من دون ثورة معرفية وثقافية تعيد بناء المرجعيات من الداخل".

بدوره، قدّم الباحث في حوسبة اللغة والإعلام الرقمي الدكتور غسان مراد قراءة تحليلية للمحورين الثاني والثالث من الكتاب، متناولًا "العلاقة المعقدة بين النساء والمعلومة والسلطة في البيئة الرقمية". وأشار إلى أن السلوك الرقمي "لا يقوم على ثوابت، بل تحدّده عوامل اجتماعية وثقافية ونفسية متشابكة"، معتبرًا أن الرقمنة "ثورة معرفية غيّرت أدوات التعبير وأنماط التفكير، وأعادت إنتاج المرجعيات التقليدية في صور جديدة تمتلك سلطة رمزية مؤثرة".

أما عميدة كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتورة جوسلين نادر، فركّزت في مداخلتها على المحور الرابع من الكتاب بعنوان "شهادات في اهتزاز المرجعيات وانعدام اليقين". وناقشت مفهوم الشهادة بوصفها "تقف على الحد الفاصل بين خصوصية التجربة وعموميتها بعد إشهارها"، مستعرضة مقتطفات من شهادات نساء عدّة وردت في الكتاب، من بينهن منى سكرية وسوسن جميل، بما يعكس تعدّد التجارب وتنوّع مقاربات النساء للفضاء الرقمي ومتغيراته.