د شرارة لصوت الحرية: لسنا على كف عفريت بل العفريت نفسه
الدكتورة عبير شرارة في حوار مع أمل فقيه عبر "صوت الحرية": الوسط الثقافي مأزوم والحياة قائمة على المصالح الواضحة
أطلت مديرة موقع Good Press، الشاعرة والإعلامية الدكتورة عبير شرارة، في حوار صريح وعفوي مع الإعلامية أمل فقيه عبر أثير إذاعة صوت الحرية. تناول اللقاء قضايا متنوعة تمسّ الإعلام، والمرأة، والرجل، والحب، والحياة، فكانت إجابات شرارة مرآة لشخصيتها الصادقة والجريئة.
تحدثت الدكتورة شرارة عن الواقع الثقافي اللبناني، فوصفت الوسط الثقافي بأنه "مأزوم يشبه وضع الشرق الأوسط ككل"، مضيفة: "لقد وصلنا إلى أبشع المراحل، وأصبحت رسالة الثقافة كالمكبّ، بعدما فقدت نقاءها وعمقها"، مؤكدة أنها تتحدث دائماً بصراحتها المعهودة.
وعن طموحاتها قالت: "لا أطمح إلى أي منصب، رغم أنني أحب وزارة الخارجية، لكنني لا أؤمن بإمكانية التغيير في هذا البلد."
أما عن الحب، فأشارت شرارة إلى أنها تؤمن بأن "الأشياء الجميلة تُعاش ولا تُخبّأ". وأضافت: "أحب الرجل الذي يقدّرني ويسعدني، فقد تعلمت أن أعيش الحب بشكل صحيح."
وفي سياق الحديث عن العلاقات الإنسانية، قالت: "أنا وفيّة لأصدقائي، لا أعرف الكذب، وأسمع ما أحب وما يعجبني. أنا راضية عن نفسي وسعيدة في حياتي، وهذا نابع من تجاربي. الحياة أخذ وعطاء، وما نريده منها هو الاحترام. العلاقات القائمة على مصالح واضحة هي علاقات صحية، والمصالح ليست أمراً سيئاً بل واقعاً منطقياً في الحياة."
أما عن الزواج، فعبّرت شرارة بواقعية: "الزواج شراكة، وهو أيضاً استمرار من خلال الأبناء الذين هم نسخة عنا. الحب قد يتراجع لصالح أمور أخرى، لكن وظيفة الزواج الأساسية هي الاستمرار والتكاثر. مؤسسة الزواج ليست فاشلة، فهناك من ينجح فيها وهناك من لا يوفق."
وعن علاقتها بأولادها، قالت: "علاقتي بأولادي ممتازة. أشعر أنهم رفاقي أكثر من كونهم أولادي، وهناك الكثير من الدلال والمحبة المتبادلة. حين تضيق بي الحياة، أجد فيهم الأمان الحقيقي." وأضافت: "أؤمن بدور المرأة في المجتمع، وأتمنى أن تنال فرصاً أوسع في الإدارات العامة، فالمرأة اللبنانية أثبتت نجاحها في الإعلام والإدارة."
واستذكرت شرارة والدها الراحل قائلة: "كنت أعشق طريقته في الكلام، وتربيت على أصوات الشعراء الكبار. عشت بين الفن الملتزم، فكان طبيعياً أن أتشرّب الأصالة. أخذت من والدي كل ما هو جميل، وكل ما أقوم به أشعر أنه برضاه ومعيّته. للأسف، الوسط الثقافي اليوم وسط فاسد ومُنهك، والحركة الثقافية ميتة، نخاف أن نحلم بالغد، فنحن لا نعيش على كفّ عفريت، بل أصبحنا نحن العفريت."
وفي حديثها عن الإعلام، أوضحت: "لا يمكن لوم الإعلام، فالمشكلة في غياب التمويل. المصداقية تراجعت لأن من يعيش في منطقة مأزومة كشرقنا الأوسط، حيث لبنان مركز الصراعات، يجد صعوبة في الحفاظ على نقاء الكلمة."
أما عن علاقة الرجل بالمرأة، فقالت: "الرجل لا يقوى على المرأة، بل المرأة هي التي تضعف. المشكلة تعود إلى التربية والعادات الأسرية، إذ يُعامل الرجل والمرأة بمعايير مختلفة، بينما المطلوب مساواة حقيقية في المعاملة."
وتحدثت بشغف عن بنت جبيل، قائلة: "كل أسبوع أزور بنت جبيل لأطلّ على والدي. الجنوب جزء من روحي، فهناك نتعلم القوة ونستنشق رائحة الإصرار والأمل." واستذكرت ذكرياتها قائلة: "كنت أرافق والدي في رحلات الصيد وأقطف من الزرع، ومنزل العائلة كان دائماً مفتوحاً للناس. كنا نشارك في النشاطات الثقافية، والجنوب يشبه الفتاة الجميلة التي يتهافت الجميع على محبتها. حبّ أهل الجنوب لقراهم لا يوصف بالكلام."


