جدل علمي حول التثاؤب.. ما هي حقيقته
يمارس جميع الفقاريات التثاؤب أو سلوكاً مشابهاً له، ورغم شيوعه، ظلّ سببه الحقيقي موضع جدل علمي حتى اليوم.
فبينما يعتقد كثيرون أن التثاؤب مرتبط بزيادة الأكسجين في الدم، أكدت دراسات علمية منذ ثمانينيات القرن الماضي أن هذا الافتراض غير دقيق، إذ لم تُظهر التجارب أي علاقة بين مستويات الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون وعدد مرات التثاؤب.
ويشير أستاذ علم الأحياء السلوكي في جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية، أندرو غالوب، إلى أن التثاؤب يشبه “تمددًا موضعيًا” في عضلات الفك والجمجمة، ما يزيد من تدفق الدم في الرأس ويساعد على تنظيم حرارة الدماغ.
فالتنفس العميق أثناء التثاؤب، بحسبه، يساهم في تبريد الدماغ عبر الهواء الذي يمر بالممرات الأنفية والأسطح الرطبة في الفم. وتظهر دراسات أن معدل التثاؤب يرتفع في الأجواء الدافئة وينخفض عندما يكون الجو بارداً.
لكنّ هناك نظرية أخرى لا تقل أهمية، تُعرف بـ”تغير الإثارة”، وترى أن التثاؤب يساعد الدماغ على الانتقال بين حالات الوعي، من النوم إلى اليقظة، أو من الملل إلى التركيز.
ويؤكد مؤرخ الطب أوليفييه فالوسينسكي أن التثاؤب قد يسهم في تنشيط دوران السائل النخاعي المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، ما يساعد على الحفاظ على يقظة الجهاز العصبي وتنشيط وظائفه.
وبين هاتين النظريتين، يبقى التثاؤب سلوكاً غامضاً بقدر ما هو حيوي يجمع بين الفسيولوجيا والانتباه، في توازن دقيق بين الجسد والعقل.


