زياد الرحباني : الغياب وموت المراحل السياسية والثقافية !!

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 15:29
 0
زياد الرحباني : الغياب وموت المراحل السياسية والثقافية !! كتب | ناصر شرارة - انتهت امس مع وداع زياد الرحباني مرحلة انتمت لثقافة مختلفة ولإنماط تفكير سياسية وانسانية واقتصادية مختلفة. وكأن زياد لرحباني المثقف والفنان والموسيفي وحامل لواء تجربة فنية كاملة، أدرك ان هناك صفحة طويت وبات عليه الرحيل. .. يقول فيكتور هيغو ان الرحالة الحقيقيون هم من يرحلون من اجل الرحيل .. ويقصد هيغو هنا ان الإقامة في زمن لا يشبه أفكارك هو نوع من الارتحال الذي يسمونه في دوائر الأحوال الشخصية " الموت". بكل حال غادر زياد الرحباني امس الحدث الثقافي داخل الحياة المستمرة معه ومع غيره ، والمستمرة من دونه ومن دون غيره مهما عظم شأنهم؛ ولكن زياد ترك سؤالا في اثره فيما الاغلبية الغالبة تمضي وهي تجر وراءها الخواء او بعضهم يجر وراءه الرغبة العامة بعدم تكرار تجربته.. والسؤال الذي طرحه غياب زياد هو عما اذا كان فنه الجديد سيكون له تتمة بعد رحيله ؟؟. الاغلب ان فنه سيصبح يتيما؛ سيظل حاضرا ولكنه لن يشق له دروبا جديدة !!. لماذا ؟. لأن زياد ولد فنيا وثقافيا في لحظة كانت مثقلة بالرزق وذلك كسنبلة في موسمها ؛ يمكن القول ان هذه اللحظة التي مثلها زياد لعقود كانت اثمرت و نجحت وانتصرت ثقافيا وفنيا واجتماعيا بينما هي سياسيا واجتماعيا انهزمت وانكسرت وسحقت!!. لقد هزمها ليس فقط اعداؤها وخصومها، بل ايضا ابناؤها وقادتها من رواد الصف الاول في التظاهرات الذين قال عنهم الشاعر مظفر النواب " تكرشوا حتى عادوا بلا رقبة"؛ والذين قال عنهم المواطن البرولتاري انهم وعدوه بالفجر ولكنهم سرقوا خبزه؛ والذين عندما صار لهم مرتبة الرفيق الامين العام. والوزير والنائب علقوا على صدورهم نياشين الامبراطور، الخ.. امس اخذ زياد معه مرحلة الحلم والتي تضمنت ايضا مرحلة خيانة الحلم .. والكثيرون ممن ساروا وراء نعشه كانوا لا يشبهونه وكانوا لا يعرفون عنه الا انه " مشخصاتي"؛ ولم تصل اليهم فكرته عنهم وعن نفسه وعن السياسة والثقافة وعن أبناء الحي المختلط ومدرسة الراهبات ومدرسة المعارف؛ ولا عن فكرته عن " نزل السرور" و"المرحوم" ولا عن "اللحظة الثورية" و"اللحظة الانتهازية" وغيرها من صنوف الوصولية. كنا بحاجة ان يقول كلمة وداع . كنا بحاجة لأن نستمع له ولو لآخر مرة .. لكنه كان ميتا .. لا يتنفس .. غير قادر حتى الكلام .. كان شيئا ابعد من الموت .. كان هذا صمت زياد !!.