تأجيل ترامب للرسوم الجمركية مجددًا..

تأجيل ترامب للرسوم الجمركية مجددًا... خبر جيد ظاهريًا، ومصدر قلق اقتصادي في العمق خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأجيل تنفيذ قراراته الخاصة بفرض رسوم جمركية جديدة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة حتى الأول من آب المقبل، بعد أن كان من المفترض دخولها حيّز التنفيذ اليوم، التاسع من تموز. وبرغم الترحيب الظاهري من بعض الأوساط الاقتصادية بهذا التأجيل، إلا أن مراقبين حذّروا من أن القرار يكرّس مناخًا من الضبابية وعدم اليقين في الأسواق الأميركية والدولية، ويعيد إلى الواجهة المخاوف من تداعيات "حرب تجارية جديدة" على النمو والتوظيف والاستقرار الاقتصادي العالمي. وتُعد الرسوم الجمركية أداة ضريبية تؤدي غالبًا إلى زيادة تكلفة الإنتاج وأسعار السلع للمستهلك النهائي، بحسب دراسات استشهد بها تقرير نشرته شبكة CNN، لافتًا إلى أن ما يقارب نصف واردات الولايات المتحدة هي من السلع الوسيطة التي تدخل في التصنيع المحلي، ما يهدد بتآكل القدرة التنافسية للصناعة الأميركية. ويُحذّر خبراء من أن الآثار السلبية للرسوم قد تكون مؤجلة، لكنها ستظهر في النصف الثاني من 2025، مع انعكاسات محتملة على التضخم، الاستثمار، وفرص العمل. وتشير دراسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أن رسوم 2018-2019 أدت إلى خسائر صافية في وظائف التصنيع، بسبب ارتفاع تكاليف المواد الأولية والردود الانتقامية من الشركاء التجاريين. من جانبه، يرى الاقتصادي أنطونيو فاتاس أن الرسوم الجمركية ليست أداة فعالة لبناء قاعدة صناعية وطنية، معتبرًا أن "الدعم المباشر للقطاعات الحيوية أكثر جدوى من فرض ضرائب على الاستيراد". ويُخشى أن يؤدي استمرار هذا النهج في السياسات التجارية إلى تآكل إنتاجية الاقتصاد الأميركي وتقليص الناتج المحلي الإجمالي، كما حدث في تجارب سابقة. وبينما يراه البعض سلاحًا تفاوضيًا في يد ترامب، يرى فيه آخرون مغامرة سياسية قد يدفع ثمنها المواطن الأميركي.