بيروت تستعيد نبضها في Beirut souks

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 3, 2025 - 00:13
 0
بيروت – بعد سنوات من الصمت والركود التي فرضتها الأزمات الاقتصادية والسياسية، استعادت أسواق بيروت في وسط العاصمة حيويتها تدريجيًا، لتعود الحياة إلى أحد أبرز معالم لبنان التجارية والسياحية، في مشهد يعيد الأمل إلى قلب المدينة المنهك. تشهد المنطقة اليوم انتعاشًا ملحوظًا في الحركة التجارية والسياحية، إذ أعلنت شركة «سوليدير» عن إعادة فتح أكثر من 60 متجرًا ضمن مجمع "Beirut Souks"، مع خطط لتوسيع النشاط خلال العام المقبل ليشمل أكثر من 100 متجر ومطعم ومقهى. تتنوع العلامات التجارية العائدة بين محلية وعالمية، منها Zara، Bershka، Stradivarius، Massimo Dutti، Nike، Pandora، Swarovski، إلى جانب صالات السينما والمطاعم والمقاهي التي بدأت تستقطب روادها من جديد، ما أعاد إلى المنطقة أجواء الحياة التي افتقدتها لسنوات. وفي خطوة لافتة، نُظّمت فعالية "Beirut Souks Reborn" احتفاءً بعودة الأسواق إلى نشاطها، حيث تخللها عروض موسيقية وأجواء احتفالية جذبت مئات الزوار. كما أُزيلت معظم الحواجز التي كانت تفصل الطرق المؤدية إلى ساحة النجمة والأسواق التجارية، ما سهّل الوصول إليها وأعاد إليها طابعها المنفتح والحيوي. ورغم هذا الحراك الإيجابي، ما زالت التحديات قائمة، أبرزها ارتفاع الإيجارات وتكاليف التشغيل، إلى جانب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين. ومع ذلك، يؤكد أصحاب المحلات أن العودة التدريجية تبعث على التفاؤل، وأن وسط بيروت بدأ يستعيد مكانته كوجهة تسوق وترفيه مميزة في لبنان والمنطقة. من اللافت أيضًا أن الطبقة الاجتماعية التي ترتاد الأسواق اليوم تختلف عمّا كانت عليه قبل الإغلاق، إذ أصبحت أسواق بيروت وجهة أساسية للطبقة الميسورة من اللبنانيين والمقيمين والسياح، في وقت تراجعت فيه قدرة الطبقة المتوسطة على ارتيادها. كما تغيّر طابع المعروضات والأسعار داخل المتاجر، لتتجه نحو السلع الفاخرة والمنتجات الراقية، ما يجعلها بعيدة عن متناول معظم الزوار المحليين. وبينما ارتفعت الجودة والخدمات بشكل واضح، يرى البعض أن الأسعار تعكس واقعًا طبقيًا جديدًا في قلب العاصمة. تتميّز أسواق بيروت بتصميمها الذي يمزج بين الطابع التراثي اللبناني والهندسة الحديثة، من توقيع المعماري الإسباني الشهير رافاييل مونيو، وتشمل ممرات مفتوحة وساحات ومعارض أثرية تعود إلى الحقبتين الرومانية والبيزنطية، ما يجعلها وجهة فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة. وهكذا، بعد أعوام من الركود، تعود أسواق بيروت لتكتب فصلاً جديدًا في قصة العاصمة التي لا تنام، مؤكدة أن الحياة في بيروت وإن تأخرت... لا تموت.