نسبة أمراض القلب إلى ارتفاع في العالم.. ما الأسباب؟

تُعدّ أمراض القلب من أكثر الأمراض انتشاراً وخطورة على مستوى العالم، إذ تتصدر قائمة أسباب الوفاة في معظم الدول، سواء المتقدمة أو النامية. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب في وفاة ما يزيد عن 17.9 مليون شخص سنوياً، أي ما يعادل نحو ثلث الوفيات العالمية.  نسب الإصابة بأمراض القلب حول العالم تختلف نسب الإصابة من منطقة إلى أخرى بحسب نمط الحياة والعوامل الوراثية ومستوى الرعاية الصحية. في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية، تبلغ نسبة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب نحو 30% إلى 35% من إجمالي الوفيات السنوية. في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تسجّل النسبة ارتفاعاً متسارعاً لتتراوح بين 25% و40% نتيجة العادات الغذائية غير الصحية وزيادة معدلات السمنة والتدخين. أما في آسيا وأفريقيا، فتزداد الحالات تدريجياً مع التحوّل نحو الأنظمة الغذائية الغربية وقلة النشاط البدني.  الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب 1. النظام الغذائي غير الصحي تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والسكريات، والأملاح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول الضار (LDL)، ما يضع عبئاً كبيراً على القلب والشرايين. 2. قلة النشاط البدني النمط الحياتي الخامل وقلة الحركة اليومية من أهم مسببات السمنة وضعف الدورة الدموية، وهما عاملان رئيسيان في أمراض القلب. 3. التدخين التدخين يزيد من تراكم الترسبات في الشرايين ويقلل من كمية الأوكسجين في الدم، مما يضاعف خطر الإصابة بجلطات القلب والدماغ. 4. الإجهاد النفسي والتوتر الإجهاد المزمن يؤدي إلى إفراز هرمونات ترفع ضغط الدم ومستويات السكر، وتزيد من احتمالات أمراض الشريان التاجي. 5. العوامل الوراثية وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب يجعل الأفراد أكثر عرضة، خاصة عند توافر العوامل البيئية المساعدة كالتدخين أو السمنة. 6. داء السكري وارتفاع ضغط الدم يشكلان معاً ما يُعرف بـ “الثنائي الخطير”، إذ يؤديان إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة فرص الإصابة بقصور عضلة القلب.  كيف يمكن الحد من انتشار أمراض القلب؟ للحد من هذه الظاهرة العالمية، توصي الهيئات الصحية باتباع أسلوب حياة صحي يشمل: ممارسة الرياضة المعتدلة يومياً لمدة 30 دقيقة على الأقل. تناول الخضروات والفواكه وتقليل الدهون المشبعة والسكريات. الإقلاع عن التدخين والكحول. مراقبة ضغط الدم ومستوى الكوليسترول بانتظام. إدارة التوتر النفسي من خلال الاسترخاء والنوم الكافي.  خلاصة إن ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب في العالم يُعدّ إنذاراً صحياً عالمياً يتطلب توعية شاملة وتغييراً في نمط الحياة. فتبني السلوكيات الصحية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 80%، ما يجعل الوقاية السبيل الأمثل لحماية القلب وضمان حياة أطول وأكثر صحة.