خداع ترامب لإيران وإسرائيل وتحكّم أميركي بدوائر النفوذ

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 17:57
 0
بقلم: عبد الهادي محفوظ وقف النار: إيران تُنهي والولايات المتحدة تُدير نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقف النار بين إسرائيل وإيران بعد أن ختمت طهران الحرب بضربة عسكرية لقاعدة العديد في قطر، استوعبتها واشنطن بدبلوماسية، أعقبتها ضربة عسكرية صاروخية إيرانية واسعة استهدفت أكثر من منطقة في إسرائيل، سبقت وقف إطلاق النار تلبية لحسابات إيرانية تحت عنوان أن "الكلمة الأخيرة" في الحرب هي لها. الرابح الحقيقي: أميركا وحدها لا شك أن الرابح الفعلي في هذه الحرب ليس إسرائيل ولا إيران، بل الولايات المتحدة الأميركية، وحسابات رئيسها دونالد ترامب، الذي كرّس نوعًا من "التوازن النسبي" بين إسرائيل وإيران، دفع الطرفين إلى تنازلات مقبولة: إسرائيل لم تنجح في "تغيير خريطة الشرق الأوسط" أو بسط الهيمنة على دول تضم 400 مليون مسلم. إيران لم تحتفظ بهلالها الشيعي، خاصة بعد سقوط سوريا وإنهاك أذرعها في الخارج. أما كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تحوّلت إلى "دولة عظمى" بفعل هذه الحرب، فهو مجرد "مبالغة عظمى". المعارضة الإسرائيلية: مرحلة الأسئلة رغم الدعم الذي تلقّاه نتنياهو من المعارضة خلال الحرب، إلا أن هذه المعارضة ستعود الآن لطرح الأسئلة الصعبة: ماذا حققت إسرائيل فعليًا؟ لماذا ما زالت إيران تحتفظ بصواريخ بالستية؟ لماذا استمر تخصيب اليورانيوم؟ هل ما زال من حق إيران امتلاك المعرفة النووية السلمية؟ إيران تخرج أكثر تماسكًا تخرج إيران من هذه الحرب أكثر تماسكا، وخصوصًا بعد كشفها الاختراق الإسرائيلي الخطير داخل أجهزتها، حيث: تم ضبط عدد كبير من العملاء. بُنيت قواعد تجسسية ومحطات إطلاق طائرات مسيّرة. استُهدِف علماء نوويون وقواعد صواريخ. وخلال الحرب، ظهر تقاسم وظيفي في النظام الإيراني: السياسي: بقي للإصلاحيين (الرئيس مسعود بزشكيان، والوزير عباس عراقجي). العسكري: تولاه الحرس الثوري. القرار النهائي: بقي بيد المرشد الأعلى الإمام خامنئي. ترامب يخدع الطرفين معًا الواضح أن ترامب خدع إيران وإسرائيل معًا: ورّط نتنياهو في الحرب بذريعة وقف تخصيب إيران ومنعها من حيازة قنبلة نووية. خدع إيران أيضًا، حيث تمّ إيقاف التفاوض رغم التوصل إلى "ورقة تفاهم" سرية في عمان، كان يفترض التوقيع عليها يوم الأحد، لكن إسرائيل شنّت الحرب بتنسيق خفي مع ترامب. الهدف الأميركي الحقيقي: كسر النفوذ لا حسم المعركة في العمق، لم يكن هدف ترامب تمكين إسرائيل من التوسّع أو فرض الهيمنة، بل: منع اليمين الديني الإسرائيلي من فرض مشروعه الإقليمي. التحكّم الأميركي بالمشهد كاملاً عبر توزيع الأدوار في المنطقة، بما في ذلك لإيران. تحجيم النفوذ الإيراني والإسرائيلي عبر السماح بحرب محدودة تضعف الطرفين وتكرّس واشنطن كوسيط ضروري. النتيجة: لا نصر ولا هزيمة النتيجة النهائية للحرب: لا ربح فعلي لإسرائيل. لا خسارة حقيقية لإيران. لكن دمارٌ كبير للطرفين، وتراجع في النفوذ الإقليمي، مع تداعيات ستظهر لاحقًا في عدة جبهات. لبنان: المستفيد الصامت لبنان، بقيادة الرئيس العماد جوزاف عون، نجح بسياسات عقلانية في ترجيح الولاء للدولة على الولاءات الطائفية، ما يعطيه: أوراق تفاوض إضافية. دورًا محوريًا في الاستقرار الإقليمي، خصوصًا أن المنحى الأميركي الحالي يسعى لضمان الاستقرار في "الدائرة الأوسطية"، حيث يُعتبر لبنان عنصرًا أساسيًا فيها.