تصعيد ضد غوغل في أوروبا: ناشرون يتهمون "AI Overviews" بإضعاف المحتوى الأصلي

بروكسل –في خطوة جديدة تفتح جبهة قانونية ضد عملاق التكنولوجيا، قدم تحالف الناشرين المستقلين (Independent Publishers Alliance) شكوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية تتهم فيها شركة غوغل بإساءة استخدام هيمنتها السوقية من خلال ميزة "AI Overviews" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي بدأت تظهر في نتائج البحث منذ أشهر. وطالب التحالف بفرض إجراء مؤقت عاجل لمنع ما وصفوه بـ"ضرر جسيم لا يمكن إصلاحه" يلحق بالناشرين، خصوصًا مع تراجع حركة الزوار والإيرادات الناتجة عن الإعلانات، بحسب ما ورد في وثيقة اطلعت عليها وكالة "رويترز". الذكاء الاصطناعي يزيح الناشرين من الواجهة تعمل ميزة "AI Overviews" على توليد ملخصات فورية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تظهر في أعلى صفحة نتائج البحث، متجاوزة الروابط التقليدية للمواقع الإخبارية والمصادر الأصلية، ما أدى - وفقًا للشكوى - إلى انخفاض عدد الزيارات وتراجع كبير في القراءة والمشتركين. وقال التحالف إن غوغل "تستخدم محتوى الناشرين لتدريب نماذجها وتوليد الملخصات، دون تقديم خيار للناشرين للانسحاب من هذا الاستخدام، ودون أن يؤدي ذلك إلى اختفائهم من نتائج البحث تمامًا". "احتكار معلوماتي" وصف الناشرون الميزة الجديدة بأنها تمثل نوعًا من "الاحتكار المعلوماتي"، مؤكدين أن غوغل تفرض على الناشرين خيارًا مستحيلًا: إما السماح باستخدام محتواهم في تدريب الذكاء الاصطناعي، أو الخروج من نتائج البحث بالكامل، وهو ما يعمّق من اختلال التوازن في السوق الرقمية. رد غوغل: "المستخدمون يربحون" من جانبها، دافعت شركة غوغل عن نفسها ببيان قالت فيه إن ميزة "AI Overviews" "تُساعد المستخدمين على طرح أسئلة أكثر دقة، وتفتح آفاقًا جديدة لاكتشاف المحتوى والأعمال". وأضافت الشركة: "نرسل مليارات النقرات إلى مواقع الويب يوميًا. الادعاءات حول انخفاض الزيارات تعتمد على بيانات ناقصة ومشوهة. هناك العديد من الأسباب التي تؤثر على حركة الزيارات، بينها الطلب الموسمي وتغيّر اهتمامات الجمهور". قضايا مشابهة في الولايات المتحدة تتشابه هذه الشكوى الأوروبية مع دعوى قضائية فدرالية في الولايات المتحدة رفعتها شركة تعليمية، تتهم فيها غوغل بأن ميزة "AI Overviews" تُضعف الطلب على المحتوى الأصلي وتُقوض قدرة الناشرين على المنافسة، ما أدى إلى انخفاض في عدد الزيارات والمبيعات. خطوة قد تغير مستقبل البحث يرى مراقبون أن هذه الشكوى قد تشكل منعطفًا مهمًا في علاقة شركات التكنولوجيا بالناشرين، وسط سباق عالمي لدمج الذكاء الاصطناعي في محركات البحث. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تتجه أوروبا لتقييد "الذكاء الاصطناعي التوليدي" لصالح حماية المحتوى الصحفي؟ أم أن النموذج الأميركي لهيمنة المنصات سيبقى هو السائد؟