السويداء تشتعل مجددًا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو... وانسحاب حكومي تحت وقع الغارات الإسرائيلية

خبر من Goodpresslb

نوفمبر 2, 2025 - 17:54
 0
السويداء تشتعل مجددًا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو... وانسحاب حكومي تحت وقع الغارات الإسرائيلية Good Press – محرر الموقع | في مشهد يعيد إلى الأذهان أكثر فصول الحرب السورية عنفًا، شهدت محافظة السويداء خلال الأيام الماضية موجة دموية من الاشتباكات المسلحة، بين مجموعات درزية مسلحة ومسلحين من العشائر البدوية، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، في ظل تراجع حكومي واضح، وغارات إسرائيلية هي الأعنف منذ أشهر. ???? خلفية الانفجار: شرارة طائفية... وجذور قديمة بدأت الاشتباكات في 11 تموز الجاري، إثر حادثة اختطاف وتحقيق ميداني نفذته فصائل درزية بحق شخص من البدو، سرعان ما تطور إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين. وسرعان ما خرجت المواجهات عن السيطرة، لتشمل قرى وأحياء عديدة في مدينة السويداء وريفها، وسط تقارير عن استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، ووقوع مجازر ميدانية بحق مدنيين. وبحسب مكتب الطب الشرعي في السويداء، فإن عدد الضحايا تجاوز 250 قتيلاً خلال 72 ساعة، بينهم عشرات المدنيين، في واحدة من أعنف جولات العنف الداخلي منذ نهاية الحرب الرسمية في سوريا عام 2024. ????️ تدخل حكومي... وانسحاب تحت النار في محاولة لوقف الاشتباكات، دفعت السلطات الحاكمة في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، بتعزيزات عسكرية إلى محيط السويداء. لكن هذا التدخل قابله غضب شعبي واسع، خصوصًا بعد تقارير عن إعدامات ميدانية، ومداهمات، وانتهاكات واسعة ارتكبتها بعض القوات داخل الأحياء السكنية. وبعد تصاعد الضغط الشعبي والدولي، أعلنت القوات الحكومية انسحابها الكامل من مدينة السويداء مساء 16 تموز، بموجب اتفاق وقف إطلاق نار رعته أطراف دولية، أبرزها الولايات المتحدة وتركيا. ✈️ الغارات الإسرائيلية... على الخط تزامنًا مع هذا التصعيد، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 200 غارة جوية على مواقع داخل سوريا، شملت مناطق في محيط دمشق والسويداء. ورغم نفي واشنطن دعمها لهذه الضربات، إلا أن مراقبين رأوا فيها رسالة مباشرة للحد من أي محاولات توسّع ميداني من قبل الدولة السورية نحو الجنوب، أو المساس بالأقلية الدرزية التي تعتبرها إسرائيل "خطًا أحمر". ???? من يحكم السويداء اليوم؟ بعد انسحاب الدولة، تولى المجلس العسكري الدرزي بقيادة "طارق الشوفي" مهام حفظ الأمن داخل المدينة، مؤكدًا التزامه بحماية المدنيين، ورفضه لعودة أي قوة خارجية من دون تفاهم محلي. ويأتي ذلك في ظل غموض بشأن مصير بعض قرى البدو، واحتمالات تجدد الاشتباكات، وسط دعوات أممية لضبط النفس، وحماية المدنيين، وفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات التي وقعت. ✍️ خلاصة وتحليل تشير أحداث السويداء إلى حقيقة سياسية جديدة في سوريا ما بعد النظام: الدولة المركزية لم تعد تملك السيطرة على الأطراف. المجتمع المحلي بات يملك سلاحه وإرادته. التوازنات الجيوسياسية (إسرائيل، إيران، الولايات المتحدة) تفرض شروطها على الأرض، أحيانًا بالصواريخ لا بالبيانات. وحتى إشعار آخر، تبقى السويداء نموذجًا حيًّا لمنطقة قررت أن تدير شؤونها بنفسها... لكن بثمن دموي باهظ. ???? تحرير:  Good Press