أحيَت السفارة الصينية في لبنان الذكرى ال لتأسيس الجيش الصيني وذلك بحفل في النادي العسكري المركزي في بيروت، في حضور ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية وملحقين عسكريين لدول عربية وأجنبية، وحشد من الإعلاميين ورجال أعمال واقتصاديين.
وشدد ملحق الدفاع لدى السفارة الصينية في لبنان العميد ليو تشاو في كلمته ،على أهمية "بناء جيش شعبي قوي من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين"، وقال: "في الأول من آب، سيحتفل جيش التحرير الشعبي الصيني بالذكرى الـ 98 لتأسيسه. على مدى السنوات الـ 98 الماضية، تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، سجّل الجيش الصيني مآثر خالدة في سبيل الاستقلال وتحرير الشعب الصيني وتحقيق الازدهار الوطني، وقدّم دعمًا قويًا لحماية السيادة الوطنية والأمن الوطني والمصالح التنموية، كما قدّم إسهامات مهمة في الحفاظ على السلام والهدوء العالميين".
اضاف: "أوّلًا: التعلم من التاريخ، الدفاع بثبات عن العدالة والإنصاف الدوليينإن الجيش الصيني هو بمثابة سور فولاذي يحمي سيادة البلاد وأمنه ومصالحه التنموية، وهو يشكل قوة ثابتة في الحفاظ على السلام العالمي. من عام 1931 إلى عام 1945، خلال 14 عامًا من حرب المقاومة القاسية والمريرة ضد عدوان اليابان، بذل أكثر من 35 مليون الجيش والشعب الصيني حياة، وقدم الجيش الصيني تضحية وطنية عظيمة لدعم ساحة المعركة الرئيسية في الحرب العالمية ضد الفاشية في الشرق. خلال الحرب العالمية ضد الفاشية، بدأت حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد اليابان في وقت مبكر واستمرت للفترة الأطول، فقاتلت الصين وقيّدت القوى الرئيسية للسياسة العسكرية اليابانية، وقضت على أكثر من 1.5 مليون جندي ياباني، ولعبت دورًا حاسمًا في الهلاك الكامل للغزاة اليابانيين، وأسهمت في تحقيق انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية.
طالما كانت الصين دولة داعمة وقوة بناءة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهي تدعم إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتحويلها لخدمة الأمن المشترك ورفاهية البشرية جمعاء. إنّ الصين هي أكبر مشارك من ناحية عدد قواتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وثاني أكبر مساهم فيها، حيث تحتفظ دائمًا بقوة احتياطية قوامها 8000 جندي. على مدى السنوات الـ35 الماضية، أرسل الجيش الصيني أكثر من 50 ألف جندي من قوات حفظ السلام لتنفيذ 26 عملية في أكثر من 20 دولة ومنطقة من بينها لبنان، حيث ضحى 17 ضابطًا وجنديًا، من بينهم الشهيد دو تشاو يوى، بدماء شبابهم الثمينة في سبيل قضية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
واشار الى انه "بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، أرسل الجيش الصيني أسطول من سفن القوات البحرية الصينية إلى خليج عدن والمياه الصومالية لأداء مهام الحراسة البحرية منذ عام 2008. منذ أيّار 2025، تمّ إرسال 47 أسطول حراسة لمرافقة أكثر من 1600 سفينة، وإنقاذ ومرافقة ما يقرب من 100 سفينة من أنواع مختلفة، من بينها أكثر من 50٪ من السفن الأجنبية، مما وفّر السلامة والأمل للسفن المبحرة في منطقة المهمة.
وشارك الجيش الصيني بفعالية في عمليات الإنقاذ من الكوارث الطبيعية على الصعيد الدولي وقدّم المساعدات الإنسانية، كما شارك في العديد من العمليات في مكافحة وباء إيبولا في غرب أفريقيا، وإغاثة ضحايا زلزال نيبال، وعمليات الإنقاذ في تونغا. وقد سافرت السفينة المستشفى "بيس أرك" التابعة للبحرية الصينية إلى 49 دولة ومنطقة لتنفيذ 10 مهام ضمن سلسلة "الوئام"، حيث خدمت أكثر من 370 ألف شخص من مختلف البلدان. عند مواجهة الكوارث والأمراض، ينشر الجيش الصيني الحب والأمل من خلال الإجراءات العملية، ويكتب عن المسؤولية والالتزام".
واضاف: "على مدى 19 عامًا، منذ أن بدأ الجيش الصيني يشارك في عمليات حفظ السلام في لبنان، أرسلت الصين أكثر من 8300 جندي من قوات حفظ السلام إلى لبنان، وقامت بتنقيب ما يقارب مليوني متر مربع من حقول الألغام المشبوهة ومناطق المتفجرات المتناثرة و14200 متر من طرق الدوريات على طول "الخط الأزرق"، كما اكتشفت ودمّرت أكثر من 18 ألف لغم وأنواع أخرى من الذخائر غير المنفجرة، وعملت على تنظيف وصيانة أكثر من 300 ممر في حقول الألغام. وقد نفذت قوات حفظ السلام الصينية أكثر من 13 ألف مهمة دعم هندسي من مختلف الأنواع، ومهدّت أكثر من 180 ألف متر مربع من الأراضي، وبنت أكثر من 11 ألف متر من الطرقات، وتبرعت أيضًا بالأدوية والمستلزمات اليومية واللوازم المدرسية للمدارس المحلية والقرى المجاورة أكثر من 200 مرة، وقدمت العلاج الطبي لأكثر من 90 ألف عسكري ومدني محلي، وأجرت أكثر من 2500 عملية جراحية".