إسرائيل تضغط للقبول بشروطها... وأي مكاسب مقابل السلاح؟
تصعيد إسرائيلي مستمر على لبنان يواكب مسار المفاوضات ولجنة مراقبة وقف النار، وسط ضغوط لنزع سلاح حزب الله، ورهان لبناني متراجع على مجلس الأمن والدور الأميركي المنحاز لإسرائيل.
كتب يوسف فارس في "المركزية":
إسرائيل ماضية في استهدافها لبنان والاعتداء عليه أيا كان شكل المفاوضات. هي في حل من أي التزام جل ما تريده ليس التفاوض لبلوغ تفاهمات تضع حدا للميدان بل مفاوضات بالنار تفرض من خلالها مساراً يخضع لبنان الى شروطها وتحقيق المنطقة العازلة التي يراد فرضها على لبنان إضافة الى هدفها الأساس الرامي لدفع الحكومة اللبنانية الى نزع سلاح حزب الله.
الوضع لا يبعث على الاطمئنان بل يؤشر الى مزيد من القلق خصوصا في ما لو بقي عمل لجنة مراقبة وقف النار "الميكانيزم" منحازا لتل ابيب. إسرائيل من الطبيعي ان تشعر بأنها هي الحاكمة والمتحكمة بعمل الميكانيزم وجدول اعمالها على ما تترجمه بتصعيد اعتداءاتها مع كل اجتماع تعقده اللجنة لحصر النقاش فقط في ملف نزع السلاح. والامر نفسه يتكرر مع كل اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني لمناقشة خطة الجيش لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة.
يبقى ان لبنان الرسمي ورغم كل ما يقال عن "الميكانيزم" وعدم فاعليتها في وقف الاعتداءات الإسرائيلية ما يزال يراهن على جدية اكثر من قبلها ينتظر ان تتبدى بوضوح لاحقا خصوصا بعد تلقيها جرعة دعم كبيرة من وفد مجلس الامن الدولي الموسع الذي زار لبنان أخيرا واكد دعمه الواضح لها وللتوجه التفاوضي بين لبنان وإسرائيل باعتباره انجح السبل لانهاء حالة الحرب والانتقال الى مرحلة تحفظ الامن والاستقرار لجميع الأطراف.
النائب بلال الحشيمي يقول لـ"المركزية" ان إسرائيل تصعد من استهدافاتها للبنان من اجل دفعه للقبول بالمفاوضات المباشرة وبمستويات سياسية واقتصادية أعلنت عنها بداية بعد قبولها بتوسيع عمل لجنة الميكانيزم. هذا ما تبلغه لبنان أيضا من الموفدين الكثر الذين امّوا بيروت في الآونة الأخيرة. إسرائيل تعتبر انها انتصرت في الحرب وتسعى لفرض شروطها، في حين ان لبنان لا يملك اوراقا قوية للمواجهة. من هنا نراها مع كل اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني او زيارة أي موفد عربي او اجنبي تصعّد من اعتداءاتها بغية الضغط اكثر واكثر على السلطة اللبنانية وحملها على القبول بتقديم المزيد من التنازلات. الغريب ان حزب الله، اما هو غير مدرك للواقع او انه غير قادر على التملص من الأوامر الإيرانية الهادفة للمساومة على رأسه كورقة تملكها في أي مفاوضات إقليمية او أميركية معها. مع ذلك وامام هذه المشهدية المأساوية يطالعنا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كل أسبوع بالتهديد والوعيد في خطوة يراد منها تحقيق مكاسب سياسية وإدارية لتستقوي فيها على اللبنانيين مقابل تسليم السلاح. هناك اكثر من وسيط وحديث مع الإدارة الأميركية في الامر والثنائي الشيعي في هذه الأجواء.
ويختم لافتا الى ان الموقف الأميركي يتكامل مع الإسرائيلي وطبيعي ان تناصر واشنطن دائما تل ابيب وتتبنى وجهة نظرها ومطالبها. الرهان على مجلس الامن اليوم في غير محله ولا يجدي نفعا في ظل السيطرة الأميركية عليه وعلى العالم اجمع.


