متى تنتهي الصدمة؟
تحليل سياسي يسلّط الضوء على صدمة لبنان بعد طوفان الأقصى، وانعكاساتها على الواقع اللبناني، مع التركيز على تأثير الهزيمة، الحاجة إلى الاعتراف بالوقائع، وإمكانية انطلاق نهضة جديدة مستفادة من تجارب الدول الكبرى كألمانيا واليابان.
كتب محمد جابر:
يعيش لبنان بكل مكوناته هول الصدمة التي تلت طوفان الاقصى وحرب الاسناد التي تلتها، وان كانت الصدمة اكثر تأثيرا على مكون معين اكثر من باقي المكونات، الا انها جعلت البلد يعيش بحالة جمود مستمر ومتواصل، ولن يتوقف الا بعد الوعي من تداعيات الصدمة والاعتراف بخسائرها.
في علم النفس يعيش المصدوم بعد الصدمة، حالة من الانكار ورفض الواقع، والتعاطي مع الامور وكأن شيئا لم يكن، ويحاول الهرب هنا وهناك، لأنه لا يريد الاعتراف بأن شيئا ما قد تغير، ولكن في نهاية المطاف، لا يصح الا الصحيح والواقعية تفرض نفسها على الاجواء.
ويبدو ان صدمة "الحزب" الذي اعتاد دوما على ان يخلق توازن بالحد الأدنى في الصراع مع اسرائيل، وجد نفسه هذه المرة بوضع مختلف، قد يتجنب البعض وصف هذا الوضع بالهزيمة، الا ان الحقيقة هي ان ما حصل هو هزيمة ترجمت الى صدمة، والكل بانتظار عودة المصدوم الى وعيه، لنجيب على سؤال اساسي، ماذا يجب ان نفعل لانقاذ البلد والطائفة والحزب والمواطن العادي.
قد تبدو الاجابة صعبة، وقد تحتاج الى مزيد من الوقت، لكن بداية الطريق نحو الوصول الى بداية الحلول، هي أن نعترف بأننا تعرضنا للهزيمة، والهزيمة ليست نهاية العالم، فكم من دولة هزمت وتعلمت من هزيمتها، فأصبحت فيما بعد من أهم دول العالم، ويكفي ذكر اليابان وألمانيا اللتان دمرتا في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتعرضتا لأقوى هزيمة، وهما اليوم من اهم دول العالم الصناعية.
واخيرا على لبنان اليوم، ان يتعلم من تجارب الدول، فلنعترف أننا هزمنا، ولتكن قيامة جديدة للبلد تأخذ بعين الاعتبار، أن العالم قد تغير.


