في يوم اللغة العربية… السيّد علي فضل الله من جويا: لغتنا هويتنا والكتاب حصن الوعي والثقافة

افتُتح معرض الكتاب السنوي في ثانوية الإمام جعفر الصادق في جويا برعاية العلامة السيد علي فضل الله، الذي شدد في يوم اللغة العربية على أهمية القراءة الواعية، والحفاظ على اللغة العربية باعتبارها هوية وثقافة وتاريخًا، داعيًا إلى تعزيز الوعي الثقافي وتحديث المناهج التربوية.

ديسمبر 17, 2025 - 10:45
 0
في يوم اللغة العربية… السيّد علي فضل الله من جويا: لغتنا هويتنا والكتاب حصن الوعي والثقافة

 

في مناسبة يوم اللغة العربية، افتُتح معرض الكتاب السنوي في ثانوية الإمام جعفر الصادق  في بلدة جويا، برعاية العلّامة السيّد علي فضل الله، وحمل المعرض عنوان «كتابٌ يُقرأ… تاريخٌ يُحفظ»، في احتفال ثقافي وتربوي جامع أكّد على مكانة الكتاب واللغة العربية في بناء الوعي والهوية.

أُقيم الحفل في قاعة البتول، بحضور مدير الثانوية الأستاذ محمد نصر الله، ومدير دائرة الإشراف الديني في جمعية المبرّات الشيخ فؤاد خريس، ومدير مبرة السيدة مريم السيّد حسن حسن، إلى جانب فعاليات ثقافية وتربوية وبلدية واختيارية، والهيئتين التعليمية والإدارية، وحشد من الأهالي، وعدد من طلاب القسم الثانوي.

استُهلّ الحفل، الذي قدّمته الطالبة زينب عوالة، ألقت الأستاذة ليندا فقيه كلمة تناولت فيها أهمية المعرض وأنشطة مكتبة النبي إدريس ، معتبرةً أن المعرض يشكّل محطة ثقافية فارقة ونافذة مفتوحة على فضاءات المعرفة، حيث تتجلّى قيمة الكتاب كأرقى أشكال التواصل الإنساني، ووسيلة لمحو الجهل وترسيخ الهوية والانتماء، مؤكدة أن القراءة الواعية تبقى السلاح الأقوى في امتلاك العلم والمعرفة.

بعد ذلك، قدّم كورال المدرسة أنشودة «موطني»، تلاها عرض تسجيل مصوّر بصوت المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله  حول أهمية القراءة ودورها في نهضة الفرد والمجتمع.

وألقى العلّامة السيّد علي فضل الله كلمة عبّر في مستهلّها عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الثقافي، مؤكداً أن أول ما نزل من القرآن الكريم كان الأمر الإلهي «اقرأ»، ما يكرّس مكانة القراءة والكلمة في بناء رسالة الإنسان وحياته. وشدّد على أن الإسلام دعا إلى القراءة والتفكّر والانفتاح على أفكار الآخرين، مع ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية وعدم الذوبان في ثقافة الآخر.

وأكد فضل الله أهمية القراءة الواعية القائمة على التمحيص والتدقيق، لا سيما في زمن تتزاحم فيه الأفكار والمعلومات، محذّراً من الانبهار الأعمى بكل ما يرد من الخارج، وداعياً إلى تحمّل المسؤولية في التحقق من الأخبار والمعارف. وتوجّه إلى الطلاب محذّراً من محاولات اختراق العقول وبث الأفكار المشوّهة لضرب القيم والثقافة، مؤكداً أن المعركة الأساسية اليوم هي معركة ثقافية على الوعي والخيارات والاتجاهات.

وأشاد بدور إدارة الثانوية في ترسيخ ثقافة القراءة وتنشئة جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات، مثنياً على القائمين على المعرض لما له من دور في صقل العقول وتنمية القدرات العلمية والفكرية. كما دعا الطلاب إلى استثمار وقتهم وعدم هدره، وحثّهم على أن يكون كلّ واحد منهم «مشروع كاتب» يوثّق تجاربه ومعارفه ليستفيد منها الآخرون.

وطالب الدولة بتحديث المناهج التعليمية وتفعيلها بما يواكب التطورات العلمية المتسارعة، ولا سيما في ظل دخول العالم عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الأمة تمتلك من القدرات ما يؤهلها لعدم البقاء على هامش الحضارة. وفي يوم اللغة العربية، شدّد فضل الله على ضرورة الاعتزاز باللغة العربية، محذّراً من محاولات إضعافها، كونها تمثّل الشخصية والهوية، ونستمدّ منها قيمنا وتاريخنا، وهي لغة القرآن بما تحمله من غنى وحيوية ومشاعر إنسانية عميقة.

وختم داعياً إلى تعلّم اللغات الأجنبية لضرورات العلم والعمل، من دون التفريط باللغة الأم، كما عبّر عن اعتزازه بأهل الجنوب وصمودهم وثباتهم رغم الظروف الصعبة، مثنياً على المؤسسات التربوية التي تصرّ على البقاء وخدمة مجتمعها، معتبراً أن هذا الحضور الواعي هو الذي يحمي الأرض ويجسّد المعنى الحقيقي للانتماء الوطني.

وفي ختام الحفل، قدّم مدير الثانوية الأستاذ محمد نصر الله درعاً تذكارياً للعلّامة فضل الله تقديراً لدوره الريادي في خدمة الثقافة والفكر. ثم قُصّ شريط افتتاح المعرض، تلاه عرض موجز لكتيّبات «مفاهيم» لسماحته، وجولة للحضور في أرجاء المعرض.