شريفة: مسؤولية الدولة ليست طرح النظريات بل القيام بواجباتها الفعلية
اعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال القائه خطبة الجمعة، أن "مسؤولية الدولة ليست في طرح النظريات وإعطاء التوجيهات، بل في القيام بواجباتها الفعلية".
ودعا إلى "البدء بـإعادة إعمار ما دمّره العدو الصهيوني، وإنصاف العاملين في القطاع العام، وخصوصًا ملف الأساتذة المتعاقدين بالجامعة اللبنانية، ووجوب اقرار ملف تفرّغهم في أقرب وقت".
وشدّد على "ضرورة التعاطي الجاد مع ملف النازحين السوريين، بدلًا من دبلجة العناوين بين عودة طوعية وما شابه"، مؤكدًا أن "هذا الملف لم يعد يحتمل المماطلة".
وانتقد "بعض الأحزاب اللبنانية التي تعيش في دائرة السلبية، حيث تُعادي الجميع دون استثناء: رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، وحتى الحكومة التي يشاركون فيها".
وقال: "يسافرون بخطاباتهم الغزلية نحو أعداء لبنان، بينما لا يقبلون التعايش مع أحد في الداخل، مع أن مصلحة لبنان كانت وستبقى في السِّلم الداخلي، الخالي من ضجيج الأنانية، والتقوقع، والاستفراد".
أضاف: "إن التجارب والمنطق السليم علّمتنا أن أبناء الوطن، إن لم تجمعهم السياسة أحياء، فسيجمعهم تراب الوطن أمواتًا. هذا الوطن، الذي سقط على أرضه الكثير من الشهداء، لكي يبقى عزيزًا كريمًا، لا يستحق إلا أن نحفظه بالتفاهم لا بالتناحر، وبالانفتاح لا بالعُقد، وبروح الشراكة لا عقل الإقصاء".
وأسف لأنّ "بعض اللبنانيين يُحسنون الظنّ بأميركا، التي موّلت ودعمت العدوّ الإسرائيلي في حربه على لبنان، وقتلت أبناءنا ودمرت بيوتنا، في الوقت نفسه، يسيئون الظنّ ويُفترون على دولٍ وقفت إلى جانب لبنان تضامنًا وإيمانًا بقضيتنا. فهل جزاء الوفاء هو النكران؟ وهل نُكافئ الداعمين بالتشكيك، ونُجمّل صورة من تآمر علينا؟"
وقال: "بانت سوءتكم بصمتكم المريب على تصريح برّاك حول ضمّ لبنان إلى سوريا، لو أن مسؤولًا إيرانيًا تفوّه بمثل هذا الكلام، لرأيناكم تملؤون الشاشات صراخًا، وتُشعلون الشوارع بالشعارات، وتُصدرون بيانات الإدانة والتحريض. لكن لأن القائل أميركي، مرّ التصريح مرور الكرام، كأنه لم يكن".
وسأل: "أي ازدواجيةٍ هذه؟ وأي سيادةٍ تدّعون؟ أم أن الوطنية عندكم تُقاس بالمزاج السياسي، لا بالكرامة ولا بالحق؟"
وختم: "لبنان لا تُحمى سيادته بالاصطفافات، بل بثبات الموقف، مهما تغيّر القائل".


