حرب المواهب تشتعل: ميتا تنتزع عقول الذكاء الاصطناعي من آبل
زوكربرغ يبني جيش الذكاء الخارق.. وتيم كوك في مأزق استراتيجي
| Good Press | في مشهد يعكس احتدام المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، وجّهت شركة "ميتا بلاتفورمز" ضربة قاسية لمنافستها آبل، بعدما نجحت في استقطاب اثنين من أبرز مهندسي الذكاء الاصطناعي لديها، وذلك بعد أسابيع فقط من اجتذاب قائد الفريق ذاته بحزمة تعويضات ضخمة تُقدّر بأكثر من 200 مليون دولار.
ووفق تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فإن المهندسين مارك لي وتوم غونتر، اللذين عملا في فريق AFM (نماذج مؤسسة آبل)، انضما إلى مختبرات الذكاء الاصطناعي الفائق في "ميتا"، ليصبحا جزءاً من وحدة أنشأها مارك زوكربرغ لتطوير أنظمة ذكاء قد تتجاوز قدرات البشر.
???? استنزاف العقول.. وسخاء غير مسبوق
عملية الاستقطاب هذه ليست الأولى، بل تأتي ضمن استراتيجية هجومية واضحة تتبعها ميتا لتعزيز موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، عبر الاستثمار الهائل في العقول والبنية التحتية، في مواجهة عمالقة آخرين كـ OpenAI وغوغل.
أما آبل، التي تشكّل خصوصية بيانات المستخدمين أحد أبرز أعمدتها، فتواجه نزيفًا داخليًا متزايدًا في كوادرها الهندسية، مع عجز واضح عن مجاراة العروض المالية المغرية التي تقدّمها ميتا. ويضم فريق AFM في آبل نحو 100 مهندس، لكنه بات مهددًا بالتفكك، في ظل حالة من الغموض والتأخير في حسم رؤية الشركة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.
???? زوكربرغ يبني جيش الذكاء الخارق
الميزة الأكبر لميتا، بحسب الخبراء، تكمن في بيئة العمل الديناميكية التي توفر حرية الابتكار والوصول إلى البيانات، على عكس الثقافة المؤسسية الصارمة في آبل. كما أن فريق الذكاء الاصطناعي الفائق في ميتا يتمركز قرب مكتب زوكربرغ في مينلو بارك، ما يتيح تواصلاً مباشرًا مع القيادة العليا.
وفي منشور له على منصة Threads، أعلن زوكربرغ أن شركته تعتزم ضخ مئات المليارات من الدولارات في البنية التحتية الحوسبية لتطوير ما سمّاه بـ"الذكاء الخارق".
???? آبل بين الخصوصية والتراجع
من جهته، يعاني رئيس آبل تيم كوك من مأزق حقيقي، في ظل تردّد الشركة بين تطوير نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي أو الاعتماد على نماذج خارجية مثل ChatGPT من OpenAI أو Claude من Anthropic، وهو ما خلق ارتباكاً في الأولويات وتباطؤاً في التنفيذ.
ورغم إعلان آبل في يونيو الماضي عن نيتها إدخال تحديثات كبيرة على مساعدها "سيري"، إلا أن تلك التحديثات أُجّلت حتى عام 2026، ما يضعها في موقع متأخر أمام المنافسين.
???? الخبراء: ميتا تشتري الفرصة.. وليس التفوق بعد
ويرى المحللان ألان القارح وجوزيف زغبي أن ما تقوم به ميتا هو بمثابة "شراء فرصة للتفوق"، لا يضمن لها الانتصار تلقائيًا في سباق الذكاء الاصطناعي. فنجاح هذه الاستثمارات الضخمة سيُقاس بمدى قدرتها على تحويل الكفاءات المستقطبة إلى منتجات ملموسة ومتفوقة، لا بمجرد سحب المهندسين من المنافسين.
ويؤكد القارح أن "آبل بحاجة إلى تغيير ثقافتها المؤسسية والمالية إذا أرادت البقاء في ساحة المنافسة، وإلا فإنها ستخسر المزيد من العقول والفرص". أما زغبي فيحذّر من أن "مشكلة آبل تتجاوز الرواتب، فهي مرتبطة ببطء القرار وقيود بيئة العمل، وهذا ما يجعل ميتا أكثر جاذبية للمهندسين المبدعين".
???? خلاصة:
"ميتا" لا تكتفي ببناء الذكاء الاصطناعي.. بل تبني من يقوده، فيما تبدو "آبل" غارقة في صراعات الرؤية والتقشف، أمام سباق يزداد شراسة. فهل ينجح تيم كوك في قلب الطاولة؟ أم يُكتب لزوكربرغ التفوق هذه المرة؟