الجيش اللبناني في عيده الثمانين: "يبقى البوصلة والوطن في زمن التيه"
بيروت – في مناسبة العيد الثمانين لتأسيس الجيش اللبناني، توالت رسائل التهنئة والدعم من شخصيات ومرجعيات وطنية وروحية، وسط إجماع على دور المؤسسة العسكرية كضمانة للأمن والاستقرار ووحدة البلاد، في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية دقيقة تمرّ بها البلاد والمنطقة.
الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وجهت تحية للجيش في بيانه الرسمي:
"1 آب تحية للجيش اللّبناني ... نساءً ورجالاً"، في رسالة تؤكد أن الجيش يشكل مظلة حماية لكل اللبنانيين دون استثناء.
أما المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فقد كتب على منصاته:
"وتبقى أنت الخيار والرهان، مهما تاجروا باسمك، كي لا نقول بدمك، ومهما حاولوا امتطاء تضحياتك ليوهمونا بوطنيّتهم، فأنت العصِيّ، همزة الوصل، جسر التلاقي، بوتقة الانصهار، وعنوان الوحدة. فاستحقيت أن تكون الوطن. كل عام وأنت بخير، وملاذًا في كل الملمّات، وتبقى البوصلة في زمن التيه السياسي".
بدوره، هنّأ المونسنيور عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الجيش بمناسبة العيد الثمانين، مؤكدًا أنه "يبقى المؤسسة الوحيدة التي تحظى بثقة جميع اللبنانيين والتفافهم حولها، ويبقى الضامن للأمن والاستقرار ولحفظ السيادة والحدود".
وأشار في بيانه إلى أهمية خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في تجديد الأمل ببناء دولة قوية وقادرة، "تبسط سلطتها على أراضيها بجيشها الوطني، بما يمهد لقيام دولة مستقرة ومزدهرة يتوق إليها اللبنانيون".
كما دعا أبو كسم إلى "تعزيز قدرات الجيش ليتخطى كل الصعاب والتحديات، وليحظى ضباطه وعسكريوه بكل الدعم العسكري والمالي والاجتماعي"، مختتمًا تهنئته للقادة العسكريين، وداعيًا جميع المكونات اللبنانية إلى الوقوف يداً واحدة خلف الدولة والجيش.
من جهته، شدد رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" المحامي كمال حديد على أن "المؤسسة العسكرية ستبقى حارسة السلم الأهلي والأمن والاستقرار، وصمام أمان لوحدة لبنان في مواجهة الفتن ومشاريع التقسيم"، مشيرًا إلى أن عيد الجيش يأتي في "ظروف صعبة وبالغة الدقة، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية–الأميركية على الشعب الفلسطيني، ويستمر العدوان على لبنان وسوريا وسط صمت دولي وعجز عربي".
وأضاف حديد:
"رغم الألم والمعاناة، يبقى عيد الجيش عيد كل اللبنانيين المؤمنين بوحدة واستقلال لبنان، والحالمين بدولة قوية تحمي الحدود وتحقق العدالة".
"لقد تحمّل الجيش اللبناني منذ إعادة توحيده تحديات جسيمة، وكان دائمًا العين الساهرة على أمن الوطن، تصدى للعدو الصهيوني وقوى التطرف ومنع الفتنة، وكان صمام أمان لبنان، رغم حملات التشكيك والإهمال السياسي المزمن".
ودعا إلى "توفير كل مقومات الصمود والحياة الكريمة للعسكريين"، مؤكدًا أن "الجيش اللبناني لن ينحني أمام الأزمات أو العدوان، لأنه يمتلك إرادة تعجز كل آلة الدمار عن إخضاعها".
في المحصلة، يتقاطع المشهد في عيد الجيش عند حقيقة واحدة:
المؤسسة العسكرية تبقى ركيزة الاستقرار الوطني، وعنوان الثقة في دولة تتقاذفها رياح الأزمات، بينما يُجمع اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم أن "لا وطن بلا جيش قوي، ولا دولة من دون جيش قوي، ولا أمن واستقرار من دون جيش قوي".